ابن رشد الحفيد
هو محمد بن أحمد بن محمد بن رشد الأندلسي. أبو الوليد. حفيد ابن رشد المتوفى سنة 520هـ.
يسميه الفرنج averroes. ولد في قرطبة سنة وفاة جده. كان أبوه قاضيا وكان جده من قبله قاضي القضاة. من أسرة كبيرة مشهورة بالفضل والرياسة.
درس ابن رشد الفقه والأصول ودرس من علوم الأوائل الطب والرياضيات والفلسفة وتولى القضاء سنوات في إشبيلية ثم في قرطبة .
عاش ابن رشد - كما يقول المقري - في بيئة كان فيها لكل العلوم, عند أهل الأندلس, حظ واعتناء إلا الفلسفة والتنجيم,
ما عدا بعض الخاصة, فكانوا لا يتظاهرون بها خوف العامة, فكانت العامة تطلق اسم زنديق على كل من يشتغل بهما.
وقد أراد ابن رشد أن يلقي في بيئة الأندلس قبسا من نور الفلسفة,
فاصطدم بصخرة الجهل والتعصب الذميم. نشأ ابن رشد في ظل دولة الموحدين,
وملكهم يومئذ أبو يوسف يعقوب المنصور بن عبد المؤمن, وبتأثير العامة أمر بإبعاده إلى (أليسانة) قرب غرناطة ثم نفي إلى بلاد المغرب ونكل به وأحرقت كتبه وتوفي في مراكش عن 75 عاما ونقلت جثته إلى قرطبة وبموته تفرق تلاميذه ومريدوه وأصدر المنصور يعقوب مرسوما بتحريم الاشتغال بالفلسفة.
كان ابن رشد من أكبر علماء الإسلام ومن أخصب الكتاب باللغة العربية.
كتب بالفقه والأصول واللغة والطب والفلسفة والفلك, ولما كان شديد الإعجاب بأرسطو فقد عني بفلسفته وتولى إيضاحها. لما كتب أبو حامد الغزالي كتابه (تهافت الفلاسفة)
أراد به إبطال آراء الفلاسفة في الإلهيات وزعزعة ثقة الناس بهم, وقد أراد بذلك إثبات قصور العقل الإنساني في معرفة الحقيقة, في الأمور الإلهية, وأن يبين أن الوصول إلى الحق لا يكون بالحجج العقلية والاستدلالات الفلسفية, وإنما يكون بالكشف الإلهامي وبنور يقذفه الله في القلب, وكان لهذا الموقف العدائي للفلسفة أثره في ركودها في العالم الإسلامي,
وقد تولى ابن رشد الرد عليه في كتابه (تهافت الفلاسفة) وبين ما في رأي الغزالي من سفسطة تقوم على الأقاويل الجدلية والخطابية. وقد تناول ابن رشد المسائل التي هي محل نزاع بين الفلاسفة والمتكلمين وبسط القول فيها,
مبينا أن آراء الفلاسفة لا تخالف الشرع إلا ظاهرا وأنهم من أجل ذلك لا يستحقون أن يرموا بما رماهم به الغزالي ظلما. كان من أعظم فلاسفة عصره ومن أفضل أطبائه.
يقول عنه العالم الإنكليزى (روجيه بيكون roger bacon) : إنه فيلسوف متين متعمق, صحح كثيرا من أغلاط الفكر الإنساني وأضاف إلى ثمرات العقول ثروة قيمة لا يستغنى عنها بسواها. ويقول:
إنه أعظم فلاسفة الإسلام وعند الكثيرين هو أعظم حكماء القرون الوسطى, فقد شرح آراء أرسطو في الكون وفسر غامضها. وفي الطب كان ابن رشد أعظم أطباء زمانه فقد كان أول من شرح في كتابه (الكليات) وظائف أعضاء الجسم ومنافعها شرحا مفصلا ودقيقا.
صنف ابن رشد نحو خمسين كتابا في مختلف العلوم منها (التحصيل) في اختلاف مذاهب العلماء, و (الحيوان) و (فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال) و (منهاج الأدلة) في الأصول. و (بداية المجتهد ونهاية المقتصد) في الفقه و (جوامع كتب أرسطاطاليس) في الطبيعيات والإلهيات و (تلخيص كتب أرسطو) و (الكليات) في الطب, و (شرح أرجوزة ابن سينا) في الطب ورسالة في حركة الفلك. و (الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة) وقد رد عليه الإمام تقي الدين ابن تيمية وناقش أقواله فيها. ترجمت أكثر كتبه, وخاصة الفلسفية, إلى اللاتينية والعبرية والإسبانية, وترجمها المستشرقون إلى الألمانية والإنكليزية والفرنسية.
المراجع
وفيات الأعيان 4 / 434 - نفح الطيب 3 / 16 - شذرات الذهب 4 / 320 - العبر 4 / 288 - كشف الظنون 1 / 213 - دائرة المعارف الإسلامية (ابن رشد) - طبقات الأطباء ص / 530 - تاريخ الفكر الأندلسي ص / 353 - 361 , 469 - تراث الإسلام ص / 392 - قضاة الأندلس ص / 111 - تاريخ العلوم عند العرب ص / 306 - قصة الحضارة (الجزء الثاني من المجلد الرابع) ص / 368 - 376 - تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين ص / 316 (هامش رقم 1) - فروخ 5 / 539 - الأعلام 7 / 129 - الطب والأطباء في الأندلس الإسلامي ص / 319 - 418.
ابن دينار (عيسى)
هو عيسى بن دينار بن واقد الغافقي. أبو عبد الله. فقيه الأندلس في عصره،
وأحد علمائها المشهورين. ولد بطليطلة وانتقل إلى قرطبة وقام برحلة إلى المدينة ودرس على الإمام مالك
وسمع من ابن القاسم وعاد إلى قرطبة فكانت الفتيا تدور عليه بالأندلس، لا يتقدمه أحد . كان ورعا عابدا، وكان من جملة الفقهاء
الذين اتفقوا على خلع الحكم بن هشام الأموي ونجوا بالفرار من انتقامه، ثم عفى عنه. توفي بطليطلة.
المراجع
الأعلام 5 / 286. العبر 1 / 363. تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ص / 332. الحلل السندسية 1 / 446.
------------------------
ابن عبدوس
هو محمد بن إبراهيم بن عبدوس بن بشير القرشي بالولاء. عجمي الأصل, كان من كبار أصحاب سحنون ومن أئمة زمانه, وكان ثقة وإماما في الفقه المالكي. له كتب في التفسير وكتب في شرح مسائل من المدونة.
المراجع
البيان المغرب 1/ 116 . ابن الأثير 7/ 273 . الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي 2/ 100 .
---------------------------
ابن رشد الجد
هو محمد بن أحمد, أبو الوليد. قاضي الجماعة بقرطبة. من أئمة المالكية.
هو جد ابن رشد الفيلسوف (محمد بن أحمد ت: 595هـ) . من أهل العلم والرياسة. من مصنفاته:
(المقدمات الممهدات) في الأحكام الشرعية و (مختصر شرح معاني الآثار للطحاوي)
و (الفتاوى) و (اختصار المبسوط) . وغير ذلك. توفي في قرطبة عن 70 عاما.
المراجع
قضاة الأندلس ص / 98 - بغية الملتمس ص / 40 - شذرات الذهب 4 / 62 - العبر 4 / 47 - الأعلام 6 / 210.
----------------------------
الطرطوشي أبو بكر
هو محمد بن الوليد بن محمد بن خلف القرشي الفهري الأندلسي. أبو بكر. يعرف ب ابن رندقة من أهل (طرطرشة tortosa) وإليها نسبته. فقيه مالكي, تفقه ببلاده ورحل إلى المشرق سنة 476هـ وحج ودخل البصرة وبغداد, وأقام مدة بالشام, وسكن الإسكندرية وتولى التدريس فيها إلى أن توفي فيها. كان إماما عالما, زاهدا ورعا, متواضعا.
من تصانيفه كتاب (سراج الملوك) جمع فيه سير الأنبياء وآثار الأولياء ومواعظ العلماء وحكمة الحكماء ونوادر الخلفاء, ورتبه ترتيبا أنيقا وكان قد صنفه للمأمون ابن البطائحي وزير الآمر الفاطمي, وله كتاب (بر الوالدين) وكتاب (الفتن) و (رسالة إلى يوسف بن تاشفين فيها عدد من النصائح في التزام أمور الدين وترك البدع) وكتاب (نفائس الفنون) وغير ذلك.
له نفحات شوق يعبر عنها بقصيدته التي يقول فيها:
أقلــب طـرفي فـي السـماء تـرددا
لعـلي أرى النجـم الـذي أنـت تنظـر
وأسـتعرض الركبـان فـي كـل وجهة
لعـلي بمـن قـد شم عرفك أظفر
وأســتقبل الأريــاح عنــد هبوبـه
لعــل نســيم الـريح عنـك يخـبر
وأمشـي ومـالي فـي الطـريق مآرب
عسـى نغمـة باسـم الحـبيب سـتذكر
وألمـح مـن ألقـاه فـي غـير حاجة
عسـى لمحـة مـن حسن وجهك تسفر
يضـاحك فـي ذا العيـد كـل حبيبـه
ومــالي منكـم مـن أنـاجي وأنظـر
يثـوب إلـى الأوطـان من كان غائب
ومــالي مــن الأوطـان إلا التذكـر
ويـأوي إلـى الأحباب من كان حاضر
ومــن دون أحبــابي ليـال وأشـهر
كأنـــا خلقنــا للنــوى وكأنمــا
عـلى شـملنا خـطت مـن البين أسطر
أأحب ابن ــا, هـل يجـمع اللـه شـملنا
عسـى نلتقـي قبـل الممـات ونحضر
أمـا حـذر الواشـي من الدهر صرعة
فللدهـــر واش لا ينــام ويســهر
ومما ينسب إليه قوله:
إذا كــنت فــي حاجــة مرســلا
وأنــــت بإنجازهـــا مغـــرم
فأرســــل بأكمـــه خلابـــة
بـــه صمــم أغطش أبكــم
ودع عنـــك رســـولا ســـوى
رســـول يقــال لــه الــدرهم
ولما أهدى كتابه (سراج الملوك) إلى ابن البطائح وزير الآمر الفاطمي كتب فيه بيتين هما
النــاس يهــدون عــلى قــدرهم
لكـــنني أهــدي عــلى قــدري
يهــدون مــا يفنـى وأهـدي الـذي
يبقـــى عــلى الأيــام والدهــر
وله في مجال الغزل شعر يقول فيه:
قمــر أتــى مــن غــير وعـد
حــــفت شــــمائله بســـعد
قبلتــــه ورشــــفت مــــا
فــي فيــه مــن خــمر وشـهد
ولثمـــت فــاه مــن الغــروب
إلــــى الصبـــاح المســـتجد
وســكرت مــن رشــفي العقيـق
عــلى أقــاح تحــت رنــد
فـــنزعت عـــن فمــه فمــي
ووضعـــت خــدا فــوق خــد
وشــــممت عـــرف نســـيمه
الجــاري عــلى مسـك ونـد
وصحــوت مــن ريــا القـرنفل
بيــــــن ريحــــــان وورد
وألـــذ مـــن وصـــلي بــه
شــكواه وجــدا مثــل وجــدي
المراجع
وفيات الأعيان 4 / 262 - النجوم الزاهرة 5 / 231 - نفح الطيب 2 / 290 , 292 - شذرات الذهب 4 / 62 - العبر 4 / 48 - دائرة المعارف الإسلامية 1 / 207 - تراجم إسلامية ص / 289 - تاريخ الفكر الأندلسي ص / 174 - الأعلام 7 / 359.
بن الماجشون (عبد الملك)
هو عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن سلمة الماجشون التيمي بالولاء.
أبو مروان. فقيه مالكي اشتهر بفاصحته. دارت عليه الفتيا في زمانه إلى أن مات،
وكان مفتي أهل المدينة . سمع منه كثير من علماء المشرق والمغرب وأخذوا عنه. كان مولعا بسماع الغناء. والماجشون لقب جده الأعلى، وهي كلمة فارسية معناها (المورد) ، وقد سمي بذلك لحمرة في وجهه .
المراجع
الأعلام 4 / 205. وفيات الأعيان 3 / 166. لسان الميزان 6 / 623. العبر 1 / 363. تهذيب التهذيب 6 / 407.
----------------------
ابن عرفة
هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن عرفة الورغمي.
إمام تونس وعالمها وخطيبها في عصره. نسبته إلى (ورغمة) قرية بإفريقية. فقيه مالكي.
تولى منصب الإفتاء سنة 773/ هـ
وخطابة الجامع الأعظم. كانت كلمته نافذة عند السلطان السعيد أبي فارس. كان خصماً لدودا لابن خلدون.
من كتبه: (المختصر الكبير) في فقه المالكية، (المختصر الشامل) في التوحيد، (المبسوط) في الفقه. قال السخاوي فيه: كان شديد الغموض. جاور في المدينة المنورة حتى توفى عن /87/ عاماً.
المراجع
نيل الابتهاج ص/ 274- الضوء اللامع 240/9- الأعلام 272/ 3- شذرات الذهب 38/ 7.
----------------------
ابن عطاء الله الإسكندري
هو أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله الإسكندري. أبو الفضل تاج الدين
. من أهل الإسكندرية .
فقيه مالكي. كان ينكر على الصوفية أمرهم ثم صحب أبا العباس المرسي (ت: 686هـ)
فتبعه وتصوّف وأصبح من شيوخ الصوفية. كان من أشد خصوم شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية (ت: 728هـ) .
اشتهر بكتابه (الحكم العطائية)
وقد نظمت هذه الحكم نظما غنائيا روعي فيه أن تكون إشارات إلى أحوال النفوس,
وهي طائفة من الفقرات القصيرة المختلفة الأغراض, يسجع فيها بعض الأحيان وليس بينها رباط وثيق
وهو يذهب مذهب الحلول وعنده أن الله يكون في كل شيء, فلا تكون ذرة ولا قطرة ولا نبتة ولا نسمة إلا وهي جزء من الذات الإلهية.
وقد حفلت الحكم بعدة شروح. وله تصانيف أخرى منها (التحفة) في التصوف و (لطائف المنن) في مناقب الشيخ أبي الحسن المرسي وشيخه الشاذلي, وله (التنوير في إسقاط التدبير) في الحكمة.
المراجع
التصوف الإسلامي لزكي مبارك - ابن أياس 1 / 424 - النجوم الزاهرة 8 / 280 - فروخ 3 / 700 - كشف الظنون ص / 675, 1445 - زيدان 3 / 267 - شوقي ضيف 6 / 472 - دائرة المعارف الإسلامية (ابن عطاء الإسكندري) - الأعلام 1 / 213.
------------------
ابن عياد
هو يوسف بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن أبي زيد الأندلسي. أبو عمر. ابن عياد
مؤرخ,
مقرئ, من رجال الفقه والحديث. أندلسي, سكن بلنسية وأخذ عن بعض علمائها. له تصانيف ميها:
(طبقات الفقهاء) و (الكفاية في مراتب الرواية) و (الأربعون حديثا) في العبادات.
توفي شهيدا في (بلنسية) عندما دخلها العدو وقد قاتل حتى قتل عن 70 عاما.
المراجع
الأعلام 8 / 240 (الطبعة السادسة)
--------------
ابن فرحون
هو برهان الدين إبراهيم بن علي بن محمد بن فرحون اليعمري.
مغربي الأصل، نسبته إلى يعمر بن مالك من عدنان. رحل إلى مصر والقدس والشام سنة 792 / هـ
وتولى القضاء بالمدينة سنة 793 / هـ. كان من بيت علم، واسع المعرفة، رأسا في أصول الفقه وفروعه،
عالما بالفرائض، عارفا بالتاريخ والنحو والطب.
مالكي المذهب، شديد النصرة لمذهبه. توفى عن / 70 / عاماً.
من تصانيفه (الديباج المذهب) في تراجم أعيان المذهب المالكي و (تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الأحكام) و (إرشاد السالك إلى أفعال المناسك) في الحج. (المنتخب في مفردات ابن البيطار) في الطب والأدوية.
المراجع
شذرات الذهب 357 / 6 - نيل الابتهاج ص / 33 - الاستقصا 104 / 2 - جذوة الاقتباس ص / 83 - تاريخ الأدب العربي لفروخ 576 / 6 - الأعلام 47 / 1 - تاريخ آداب اللغة العربية لزيدان 232 / 3 - الإحاطة ص / 576
----------------------
ابن لبابة القرطبي
هو محمد بن عمر بن لبابة القرطبي. أبو عبد الله
من أهل قرطبة نشأ فيها وتفقه على علمائها وروي عنهم حتى أصبح إماما في الفقه مقدما على أهل زمانه.
تولى الإفتاء نحو ستين سنة مع نزاهة وتقشف وتواضع. كان فصيحا, حافظا للشعر مأمونا, ثقة. توفي عن 89 عاما.
المراجع
تاريخ علماء الأندلس 2 / 36. الديباج المذهب لابن فرحون ص / 345. الفكر السامي في تاريخ الفكر الإسلامي 3 / 104. العبر 2 / 159.
----------------
المفضلات