تحديات ومقترحات:
لكن هل من معوقات أو تحديات تواجه مشروع الزراعة الحافظة" الزراعة بلا فلاحة" وتحول دون تطبيقه على أرض الواقع ؟.
الخبراء الزراعيون يؤكدون أن نجاح المشروع، ونشر هذه التقانة مرتبط بتبني المزارعين للفكرة واقتناعهم بها، على أن تتموفق برامج مشتركة بين الفلاحين والمزارعين من جهة وبين الإرشاد الزراعي، بهدف الإجماع على هذا النظام الزراعي ، أما التحدي الثاني فيتعلق بتفتت الملكيات الزراعية وهذا عامل تحد بالنسبة للمكننة الزراعية، يمكن تجاوزه فيحال تم الاتفاق بين المزارعين على اعتماد صنف واحد من المحاصيل حسب الدورةالزراعية، لتسهيل عمل الآليات الزراعية.أما التحدي الثالث فيتعلق بعدم توفر الآلياتالخاصة بالبذر المباشر بشكل كافي .
عيوب النظام :
"ان الزراعة الحافظة تعتبر حالة من حالات تبادل المنافع. ولا يعنى ذلك أنه لا توجد مشكلات على الإطلاق. فعلى سبيل المثال قد تتطلب الزراعة احافظة استعمال مبيدات الأعشاب حيثما تكون الإصابة بالأعشاب شديدة. كذلك فانه قد يحدث، خلال المرحلة الانتقالية من الزراعة التقليدية الى الزراعة الحافظة أن تتسبب بعض الآفات أو العناصر الممرضة التي تحملها التربة في حدوث مشاكل جديدة نتيجة للتغير فى التوازن البيولوجى. غير أنه بمجرد أن تستقر بيئة الزراعة الحافظة فإنها تصبح أيسر فى الإدارة والإنتاج من الزراعة التقليدية. ولم تظهر حتى الآن أية مشكلات تتعلق بالآفات لم يمكن التغلب عليها فى الزراعة المحافظة على الموارد".
-كما أن تطبيق الزراعة الحافظة يساعد في: زيادة كفاءة استعمال الموارد المائية المتاحة بكميات محدودة بنسبة 30 بالمئة وخاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة ووقف عملية تدهورالأراضي الزراعية وتقليل معدلات البذار بنحو60 بالمئة والعمالة40 بالمئة و معدل استهلاك الوقود 60 بالمئة والمياه 40 بالمئة والأسمدة المعدنية20 بالمئة وتوفير عددساعات العمل بنحو 65 بالمئة كما يسهم بزيادة الإنتاج بنحو 40 بالمئة و يسعى مركزبحوث القامشلي في الحسكة إلى تعميم تجربة الزراعة الحافظة لمعالجة الجفاف الذي ضرب محافظة الحسكة منذ ما يزيد على عشر سنوات وأدى إلى نضوب معظم الموارد المائية المعتمدة في سقاية المزروعات وانخفاض منسوب المياه الجوفية وبالتالي تعميم التجربة من خلال تشكيل أربع مجموعات عمل للإشراف على نشر نظام الزراعة الحافظة في مناطق الحسكة والقامشلي والمالكية ورأس العين وذلك بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية والإرشاد الزراعي والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا).
تأفلم هذا النظام مع بعض الأوضاع المناخية أو بعض أنواع التربة؟
"حتى الآن فان المنطقة الواحدة التى لم يتم فيها أقلمة هذا المفهوم بنجاح هى المناطق القاحلة التى تعانى من نقص شديد فى المياه وانخفاض فى انتاج المادة العضوية".
دور الثروة الحيوانية فى الزراعة الحافظة ؟
"يمكن دمج الثروة الحيوانية بصورة كاملة فى الزراعة الحافظة وذلك من خلال الاستفادة من اعادة استخدام المغذيات. ويؤدى ذلك الى الحد من المشكلات البيئية الناجمة عن تركيز وتكثيف الانتاج الحيوانى. ويستطيع المزارع أن يدخل المحاصيل الزراعية فى الدورة المحصولية وبذلك يوسع من نطاق هذه الدورة ويقلل من المشكلات المتعلقة بالآفات. ويمكن فى كثير من الأحيان استخدام المحاصيل العلفية فى تحقيق غرضين مزدوجين هما انتاج الأعلاف وتغطية التربة. غير أنه يتعين حل التضارب بين استخدام المادة العضوية فى تغذية الحيوانات أو فى تغطية التربة وخاصة فى المناطق القاحلة التى ينخفض فيها انتاج الكتلة الحيوية".
على الرغم من كل هذه المزايا التى تتمتع بها الزراعة الحافظة لم تنتشر حتى الآن الا بصورة بطيئة
"هناك عدد من الأسباب. منها ان هناك ضغط كبير لتطبيق الزراعة الحافظة على الموارد فى المناخ الاستوائى وليس فى المناخ المعتدل. ففى أمريكا اللاتينية، تطبق هذه الزراعة بمعدلات متزايدة الاّ أنها استغرقت وقتا طويلا. وتتقدم أوروبا ببطء فى هذا الاتجاه حيث مازال المزارعون لا يشعرون، بصفة عامة، بضغط كاف على تطبيق الزراعة الحافظة ولم تؤخذ المؤشرات البيئية بعد بالقدر الكافى من الجدية. غير أن الاتحاد الأوروبى للزراعة المحافظة على الموارد يعمل بشدة لتغيير هذا الوضع".
أخيراً:
من الجدير ذكره هنا أن التفكير بهذا النظام الزراعي بدأ في ثلاثينيات القرن الماضي في الولايات المتحدةالأمريكية، حيث ظهرت في هذه الفترة زوبعة غبارية لم يشهد لها مثيل عبر التاريخ وعلى أثرها توفي حوالي /1700/ شخص، وتبين أن نتيجة الدراسات أن الزوبعة نتجت عن الحراثة المكثفة في المناطق الرعوية، ومن هنا بدأ تفكير العلماء بالنظام العملي الذي يخفف من أثر هذه الزوابع، فاهتدى العلماء إلى النظام البيئي الطبيعي فكانت الزراعة بلافلاحة أو الزراعة الحافظة.
المفضلات