شجرة الأمن الغذائي
Erythrina esculenta
العائلة القرنية
الفصيلة Papilionoideae
Coral trees
بالرغم من أن الأشجار المثمرة تشغل أفضل الأراضي الزراعية و أكثرها تروية و خصوبة فإن معظم تلك الأشجار المثمرة لاتلعب دوراً يذكر في مسألة الأمن الغذائي , وهذه الحقيقة قد تصدم الكثير من الناس لكنها حقيقة واقعة و إن غابت عن الأذهان , فليس كل ما يؤكل هو من مقومات الأمن الغذائي حيث أن كل محصول غير قابل للتخزين و كل محصول لايحوي النشاء و البروتين بنسب مرتفعة وكل محصول لايستخرج منه الزيت أو السكر لايعتبر من المحاصيل الاستراتيجية الأساسية في مسألة الأمن الغذائي , فعلى سبيل المثال ماهو تأثير اختفاء محاصيل كالتفاح و المشمش و التين و الخوخ و الرمان و الدراق و غيرها من الأسواق ؟
لن يكون لذلك أي تأثير , و لكن ماهو تأثير اختفاء أو نقص البطاطس أو الفول أو الحمص أو الأرز والزيت و السكر و الدقيق ؟ لابد أن تاثير ذلك سيكون كارثياً . إن ثمار الفاكهة غير قابلة للتخزين كما تتعرض نسبة كبيرة منها للتلف بمرور الوقت و يكون مصيرها إلى مكب النفايات أما تبريدها فهو عملية مكلفة و الأكثر من ذلك أنها أغذية لاتحدث الشبع عند الإنسان لأنها أغذية منقوصة النشاء و البروتين و الدهون بخلاف البقوليات و النشويات و تشذ عن هذه القاعدة بعض أصناف الفاكهة كالموز . و المشكلة أن مزارعي الأراضي المروية و القريبة من مصادر المياه يميلون بشكل دائم إلى زراعة أراضيهم بالأشجار المثمرة بدلاً من المحاصيل الزراعية نظراً لكمية الإنتاج الغزيرة التي تنتجها أشجار الفاكهة حيث يمكن لبضعة أشجار تفاح أن تنتج ما ينتجه هكتار من القمح بالإضافة إلى أن زراعة الأراضي بالأشجار يزيد من أسعار تلك الأراضي و الأهم من كل ذلك أن الأشجار المثمرة تؤمن دخلاً ثابتاً للمزارع . إذاً تتمثل المعضلة في وجود أراضي خصبة جيدة التروية تزرع بالفاكهة في مناطق تعاني من أزمة رغيف و مشكلات في الأمن الغذائي و تضطر إلى استيراد الحبوب و البقوليات من الخارج , لكن حل هذه المعضلة ممكن فعلياً وذلك بتوجيه المزارعين نحو زراعة الأشجار المنتجة للحبوب البقولية و الحبوب الزيتية و الحبوب الغنية بالنشاء .
• ما ذكر سابقاً لاينطبق على بعض الأشجار المثمرة كالموز و نخيل التمر وجوز الهند لأن هذه الأشجار تلعب دوراً هاماً في مسألة الأمن الغذائي فثمار الموز غنية بالنشاء أما ثمار التمر فهي غنية بالسكر كما أنها قابلة للتخزين لأشهر و ربما لسنوات و كذلك فإن ثمار جوز الهند غنية بالدهون .
أتت كلمة إيرثرينا Erythrina من الكلمة اليونانية eruthros و تعني ( اللون الأحمر ) وذلك في إشارة إلى أزهارها الحمراء اللون . شجرة الإيرثرينا إيدوليس Erythrina edulis شجرة بقولية ضخمة ذات أوراق ثالوثية وفي قاعدة كل وريقة من وريقات هذه الشجرة تتوضع غدتين منتجتين للرحيق , أما الأزهار فتتوضع في عناقيد raceme زهرية , حيث يتألف كل عنقود زهري من نحو 200 زهرة و وداخل كل زهرة نجد أن المدقة l محاطة بعشرة أسدية وكل زهرة ذات نويرتين ( بتلتين , تويجين ) وهذه البتلات تكون متجهة للأعلى لذلك فإن الرحيق يتجمع فيها و تتوضع بذور هذه الشجرة داخل قرون يصل طول القرن إلى نحو 30 سنتيمتر و يحوي القرن الواحد نحو ستة بذور . تعتمد الإيرثرينا في تكاثرها على التأبير المتصالب cross pollinated بواسطة الحشرات التي تقوم بنقل حبوب الطلع من شجرة لأخرى و تنضج بذور هذه الشجرة بعد ثلاثة أشهر من تلقيحها . تحوي بذور الإيرثرينا أكثر من 20% بروتين و 1% دهون و 8% ألياف و يتوجب قلي البذور أو غليها لمدة 45 دقيقة حتى تصبح صالحةً للأكل و يمكن طحن بذور الإيرثرينا ومزجها مع الدقيق لصناعة الخبز و المعجنات , و يتوجب تجنب تناول البذور غير المطهية ويمكن استخدام بذور الإيرثرينا كذلك كأعلاف للدواجن و الأسماك. كما تحوي أوراق الإيرثرينا نسبةً مرتفعة من البروتين تصل إلى 24% و 21% كربوهيدرات ( من وزنها الجاف طبعاً ) و نسباً مرتفعة من البوتاسيوم .
الموطن الأصلي لشجرة الإيرثرينا إيدوليس Erythrina edulis هو الإنديز لكننا نجد هذه الشجرة اليوم في فينزويلا و البيرو و المكسيك و الإيكوادور و كولومبيا . لاتنمو شجرة الإيرثرينا في الترب ذات التفاعل الحامضي التي يقل قيدها الهيدروجيني PH عن 4.5 و تنمو هذه الشجرة في مناطق يتراوح ارتفاعها بين 1000 و 3000 متر فوق سطح البحر وتلك المناطق تتلقى في العام الواحد ما بين 450 و 1500 مليمتر من الأمطار . أما درجة الحرارة في تلك المناطق فتتراوح بين 5 و 25 درجة مئوية . و تمتاز شجرة الإيرثرينا بإنتاجيتها المرتفعة حيث تنتج الشجرة الواحدة التي يزيد عمرها عن سبعة أعوام اكثر من 150 كيلو غرام , كما ينتج الهكتار الواحد في كولومبيا أكثر من 80 طن من الأعلاف في العام الواحد . تبدأ شجرة الإيرثرينا في الإزهار و إنتاج البذور بعد نحو 3 أعوام من الزراعة حيث تنتج عناقيد زهرية متناظرة c ( ثنائية الجانب ), ذات معاليق صغيرة s , على أن نسبة عالية تصل إلى 80% من الأزهار تكون غير منتجة للبذور. وبذور الإيرثرينا ضخمة الحجم يتراوح طولها بين 3 و 7 سنتيمتر و يتراوح وزن البذرة الواحدة بين 5 و 25 غرام . يتم إكثار شجرة الإيرثرينا بواسطة البذور لكن من الواجب زراعة البذور بأسرع وقت ممكن بعد الحصاد حيث تنخفض قابلية البذور للإنبات يوماً بعد يوم , فبعد شهر واحد من الحصاد تفقد نصف البذور قابليتها للإنبات لذلك يتوجب الإنتباه جيداً لهذه الناحية عند استيراد بذور هذه الشجرة بقصد زراعتها , و يمكن إكثار شجرة الإيرثرينا كذلك بواسطة القصاصات shoot
و العقل الساقية.
إن شجرة الإيرثرينا من الأشجار سريعة النمو حيث يمكن أن أن يصل ارتفاع هذه الشجرة إلى مترين بعد 8 أشهر من زراعتها عندما تتوفر كمية مناسبة من المياه لها . و شجرة الإيرثرينا هي من الأشجار البقولية التي تقوم بتثبيت النتروجين حيث تقيم هذه الشجرة علاقة تعايش مع Rhizobiumحيث تتشكل عقد جذرية تحوي البكتيريا المثبتة للنتروجين قرب سطح التربة و تتشكل عقد جذرية أصغر حجماً كلما تعمقنا في التربة . تعيش شجرة الإيرثرينا لمدة تتراوح بين 30 و 40 عاماً وهي شجرة سريعة النمو حيث تنمو بمعدل مترين و نصف في العام الواحد و تبدا في إنتاج البذور بعد نحو سنتين أو ثلاث سنوات من الزراعة أما القصاصات ( العقل) فإنها تبدأ في إنتاج البذور بعد نحو سنة و نصف من زراعتها و يمكن زراعة عقل ضخمة الحجم( سطمات ) من هذه الشجرة يبلغ طولها متر واحد وقطرها نحو 5 سنتيمتر و يتوجب غمس طرفي القصاصة بالبارافين لمنع تعفنها قبل زراعتها كما يتوجب أن نغرس القصاصة في التربة بعمق يتراوح بين 30 و 50 سنتيمتر . شجرة الإيرثرينا عقيمة ذاتياً لذلك فإنها تحتاج إلى التأبير المتصالب مع الأشجار الأخرى حتى تنتج كميات وفيرة من البذور و يمكن زراعة الإيرثرينا بشكل مكثف و مقصر لإنتاج الأعلاف الورقية حيث ينتج الهكتار الواحد الذي يحوي أشجار بعمر سنتين نحو 80 طن من الأوراق و ينتج الهكتار الواحد ستة أطنان من الأوراق الجافة و المسحوقة التي تستخدم كأعلاف للدواجن غنية بالكاروتين . و كما ذكرت سابقاً فإن بذور الإيرثرينا تفقد قابليتها للإنبات بعد أيام قليلة من الحصاد لذلك يتوجب إخراج البذور من القرون بأسرع ما يمكن و حفظها في أكياس ورقية في مكان بارد و مظلم , لكن من الممكن إطالة حيوية y بذور الإيرثرينا ( المدة التي تكون خلالها صالحة للإنبات ) و ذلك بغمسها في البرافين المذاب بحيث تغطى البذور بطبقة رقيقة من الشمع . تزرع بذور الإيرثرينا بحيث يكون جانبها المحدب convex متجهاً نحو الأعلى . لاتحتمل شجرة الإيرثرينا الجفاف و خصوصاً في سنواتها الأولى كما أنها لا الصقيع الشديد . لزيادة مقاومة شجرة الإيرثرينا للجفاف يتم تطعيمها على أصل من الصنف المقاوم للجفاف ( إيرثرينا فالكاتا Erythrina falcata, كما أن الأشجار التي تزرع إنطلاقاً من البذور و ليس من القصاصات تكون أطول عمراً و أعمق جذوراً و أشد مقاومةً للجفاف .
استخدامات الإيرثرينا في طب الأعشاب :
في كولومبيا تستخدم خلاصة الأوراق و اللحاء في علاج الأمراض الجلدية عند الحيوانات , وفي البيرو تستخدم البذور في علاج التهاب المثانة , كما تستخدم الأزهار في علاج تهيج العينين . تعد الديدان الثعبانية ( النيماتودا ) من أخطر الآفات التي تصيب شجرة الإيرثرينا حيث تؤدي الإصابة بهذه الآفة إلى تقزم الشجرة و اصفرارها و ضآلة انتاجيتها من الأوراق و البذور ومن أصناف النيماتودا التي تصيب هذه الشجرة :
Longidorus sp. لانديغوراس
Helicotylenchus sp هوليكوتيلينشوس .
Hoplotylus sp. هوبلاتيلوس
Meloidogyne sp.
كما تصاب شجرة الإيرثرينا بثاقبات الأغصان Stem borers و يرقات فراشة التيراستيا ميتيكولوساليس Terastia meticulosalis .
التصنيف النباتي لشجرة الإيرثرينا
العائلة النباتية : Fabaceae وهي أكبر عائلة نباتية بين عائلات النباتات المزهرة حيث تضم هذه العائلة 630 جنساً نباتياً و 18000 نوع و أوراق النباتات التي تنتمي لهذه العائلة النباتية تمتاز بأنها مهدبة ( لها وريقات صغيرة في أسفل معلاق الورقة )
كما أن أوراقها متناوبة و غالباً ما تكون ريشية الشكل أو كفية , أما سويقة الورقة فتتوسع في قاعدتها لتشكل نبرة و أحياناً تكون تلك الأجزاء شديدة الحساسية كما هي الحال في النبات الحساس ( المستحية ) و اسمه العلمي ميموسا بيوديكا Mimosa pudica . و أزهار هذه العائلة النباتية غالباً ما تكون مخنثة .
ملاحظات نهائية
□ يتوجب الحذر من أن هنالك أصناف أخرى من شجرة الإيرثرينا لا تصلح للأكل , لذلك علينا التركيز على الصنف إيرثرينا إيدوليس .
□ يمكن مزج دقيق بذور شجرة الإيرثرينا مع الدقيق المعد لصناعة الخبز و المعجنات و بالتالي يمكن تخفيض كمية القمح المستوردة .
□ شجرة الإيرثرينا شجرة رائعة الجمال وهي شجرة تزيينية من الطراز الأول لذلك يمكن زراعتها في حدائق المنازل ( إن بقي هنالك حدائق ) فنتمتع بجمالها الخلاب و نستفيد من محصولها الذي يمكن أن نبقيه كمصدر للطعام بشكل إعتيادي وفي أوقات الجوائح و الأزمات حين تتعطل الطرقات .
□ القول الفصل في إمكانية نجاح زراعة هذه الشجرة في إفريقيا و آسيا و استراليا يبقى للتجارب الحقلية الميدانية مع أن علماء النبات يستبعدون إمكانية نجاح زراعتها في أوروبا وما كان يعرف بالإتحاد السوفييتي نظراً لحساسيتها للصقيع .
المصدر: منتديات الخير - من قسم: مواضيع زراعية عامةa[vm hgHlk hgy`hzd sdvm
التعديل الأخير تم بواسطة hosam al-askeri ; 09-04-2011 الساعة 10:58 PM
راااااااااااااااااااااااائع
رااااااااااااااااااااااائع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~
المفضلات