مشكور اخي والله يعطيك العافية
دعيت الماغنوليا بهذا الاسم نسبةً إلى عالم النبات الفرنسي بيير ماغنول و كان عالم النبات الإنكليزي ويليام شيرارد من أوائل الأشخاص الذين قاموا بترويج هذا الاسم و شجرة الماغنوليا ذات الجمال الرائع تعتبر من المستحاثات الحية حيث كانت هذه الشجرة منتشرةً في نصف الكرة الأرضية الشمالي جنباً إلى جنب مع أشجار الجينكو بيلوبا و الريد وود ، لكن هذا الانتشار قد انحسر بشكل كبير خلال العصر الجليدي و قد وجدت مستحاثات لهذه الشجرة تعود إلى أكثر من عشرين مليون سنة كما وجدت مستحاثات لأشجار تنتمي لعائلة الماغنوليا تعود لأكثر من تسعين مليون سنة وهذا يعني أن شجرة الماغنوليا قد شهدت أحداثاً عظيمةً كتشكل الجبال و حدوث العصر الجليدي و انزلاق القارات و ابتعادها عن بعضها البعض وإلى هذا الحدث يعزوا علماء النبات انتشار الماغنوليا في قارات منفصلة. الموطن الأصلي للماغنوليا هو شرقي الولايات المتحدة و المكسيك و جنوبي آسيا و يقال بأن الموطن الأصلي لهذه الشجرة في آسيا هو جبال الهيمالايا ، و اليوم فإن الماغنوليا تنتشر في اليابان و الصين و ماليزيا و المكسيك و الولايات المتحدة .
و قبل أن نبدأ في الحديث عن مواصفات هذه الشجرة و متطلباتها المناخية فإن علينا أن نذكر أن لهذه الشجرة أصناف كثيرة جداً و أن لكل صنف متطلبات مناخية تختلف عن متطلبات الصنف الآخر ولذلك فإن معظم ما سنأتي على ذكره هنا سيكون عبارةً عن خطوط عريضة قد تنطبق على بعض الأصناف و قد لا تنطبق على أصناف أخرى أما القول الفصل فهو للتجربة الميدانية فبعض أصناف الماغنوليا دائمة الخضرة بينما نجد أصناف أخرى متساقطة الأوراق و بالمثل فإن بعض الأصناف تمتاز بالأحجام الضخمة حيث يصل ارتفاعها إلى أكثر من ثلاثين متراً بينما نجد أن ثمة أصناف لا تعدوا أن تكون مجرد شجيرات صغيرة و كذلك فإن البراعم الزهرية تظهر في بعض الأصناف قبل ظهور البراعم و النموات الورقية الحديثة أي أن الإزهار فيها يتم في بداية فصل الربيع بينما نجد أصناف أخرى يتأخر الإزهار فيها إلى ما بعد ظهور النموات الورقية أي أن الإزهار يتم في فصل الصيف و كذلك فإن شكل و حجم الأزهار يختلف من صنف لآخر بشكل واضح ، على أن بعض علماء النبات قد درجوا على تصنيف الماغنوليا إلى ماغنوليا أمريكية و ماغنوليا آسيوية و ذلك و فقاً للمواطن الأصلية لتلك الأصناف فالماغنوليا الأمريكية بشكل عام قد تكون أضخم حجماً كما أنها غالباً ما تكون دائمة الخضرة كما أنها تزهر في آواخر الربيع و بدايات الصيف كما أنها تمتاز بأزهار بيضاء مصفرة أما الماغنوليا الآسيوية فقد تكون أصغر حجماً كما أنها تزهر في وقت أبكر أي في بدايات الربيع كما أن أزهارها تمتاز بألوان أكثر تنوعاً و هي على الأغلب أشجار متساقطة الأوراق و حتى لا يختلط الأمر على القارئ فإن علينا هنا أن نذكر ما يلاحظه الحدائقيين و علماء النبات من أن صنفاً ما من أصناف الماغنوليا يمكن أن يكون دائم الخضرة في منطقة ما و يمكن أن يكون متساقط الأوراق في منطقة أخرى و ذلك تبعاً للمناخ السائد في تلك المنطقة و أذكر هنا أنني قرأت عن أصناف من البرتقال متساقطة الأوراق و أن هذه الأصناف تزرع في روسيا ، و بشكل عام فإن الماغنوليا الآسيوية قد تكون أكثر تحملاً للبرودة من الماغنوليا الأمريكية بينما يلاحظ البعض أن الماغنوليا الأمريكية هي أكثر تحملاً للجفاف بالإضافة إلى أن بعض أصنافها تحتمل العيش في تربة
قلوية .
وصف النبات
http://www.duke.edu/~jspippen/plants...978durhamz.jpg
تماثل أوراق الماغنوليا من حيث الحجم أوراق الحمضيات تقريباً وهي ذات لون بني داكن مائل للحمرة كما تتميز بوجود خط أصفر يقسم الورقة إلى نصفين متناظرين بالإضافة إلى
وجود خط أصفر آخر على حواف الورقة الخارجية و كذلك فإن أوراق الماغنوليا صلبة و كأنها مصنوعة من البلاستك كما أن سطحها العلوي لامع جداً و كأنه مغطى بطبقة رقيقة
من الزجاج أما السطح السفلي للورقة فلونه أقل قتامةً كما أنه غير لامع و بالنسبة لأخشاب الماغنوليا فإنها تعتبر من الأخشاب الطرية .
تختلف أزهار الماغنوليا من حيث اللون و الشكل و الحجم من صنف لآخر و تعتبر زهرة الماغنوليا كامبيلي البيضاء إحدى أكثر أزهار هذه الشجرة شهرةً حيث أنها تشبه فنجان
قهوة مو ضوع على صحنه ، و من السمات التي تميز زهرة الماغنوليا عن باقي الأزهار انعدام التويج فيها ، أما الثمار فهي عبارة عن أكواز خشبية حمراء صلبة و
مخروطية الشكل بداخلها نجد بذور حمراء اللون هي بذور الماغنوليا، و أزهار الماغنوليا ذات رائحة عطرة لكنها لا تنتج الرحيق بل تنتج كميات كبيرة من حبوب الطلع و بما أن
أزهار الماغنوليا لا تنتج الرحيق أو تنتجه بكميات ضئيلة فإن تلقيح تلك الأزهار يعتمد على الخنافس، دون غيرها من الحشرات التي يجذبها الرحيق، و ذلك أثناء قيام تلك الخنافس
بالتهام حبوب الطلع و الأزهار، لكن الوجود المبالغ فيه لتلك الخنافس يستدعي المكافحة لأنها قد تقوم بالقضاء على أزهار النبات بشكل كلي .
و في المناطق المعرضة للصقيع يفضل زراعة أصناف من الماغنوليا متأخرة الإزهار وذلك لأن الصقيع يدمر البراعم الزهرية لهذه الشجرة , كما يعمد بعض الحدائقيين إلى
تجنب زراعة هذه الأشجار في الأجزاء الجنوبية للحدائق و ذلك لتجنب الإزهار المبكر و تتباين مقاومة أشجار الماغنوليا للصقيع كما تتباين معدلات النمو و عدد السنين الذي
تتطلبه هذه الشجرة حتى تصل إلى طور الإزهار من صنف لآخر كما ذكرنا سابقاً لذلك فإن اختيار الصنف المناسب للمنطقة سواء من حيث المناخ أو من حيث نوعية التربة
يعتبرالخطوة الأولى الصحيحة في زراعة هذه الشجرة .
زراعة الماغنوليا
يتم اكثار الماغنوليا بالبذور كما يتم اكثارها كذلك بزراعة النسج حيث تنتج عن البذور أفراد قد تتشابه و قد تختلف مع النبات الأم أما في زراعة النسج فإن النبات الناتج يكون
نسخةً مطابقةً للأصل تماماً و ذلك لأن الأفراد التي تنتج عن البذور تخضع لقوانين الوراثة من حيث الصفات السائدة و المتنحية و العابرة و يزداد الأمر تعقيداً في حال تم القاح
الشجرة بحبوب طلع أتت من شجرة تنتمي لصنف آخر من أصناف الماغنوليا حيث يؤدي هذا الأمر إلى ظهور أفراد هجينة و هو أمر وارد الحدوث في هذه الشجرة
إن أفضل الأوقات لزراعة شتول الماغنوليا هو في أوائل الربيع و تحديداً قبل ظهور النموات الحديثة على هذه الشتول و بما أن الماغنوليا تحتاج إلى إضاءة مبهرة لكي تزهر
ولكي تنمو بشكل سليم فإن من المفضل أن تتم زراعتها في أماكن معرضة لأشعة الشمس المباشرة و الماغنوليا بجميع أصنافها تتضرر من التيارات الهوائية لذلك يجب أن تزرع
في مكان محمي جيداً من الرياح و لذلك فإن هذه الأشجار لا تزرع كأسيجة او كمصدات للرياح أما تقليم أغصان هذه الشجرة فيجب القيام به بعد انتهاء مرحلة الإزهار ، و معظم
أصناف الماغنوليا محبة للتربة الحامضية الغنية بالدبال و الأسمدة العضوية ، السبخ، رغم أن بعض الأصناف قد تحتمل العيش في الترب القلوية كالأتربة الكلسية ، كما أن معظم
أصناف الماغنوليا محبة للرطوبة الأرضية و لا تقوى على مقاومة الجفاف أما جذور هذه الشجرة فتنتشر بشكل أفقي قريب من سطح التربة و بعض أصنافها تتميز بجذور قوية جداً
لذلك فإنها تزرع بعيداً عن أساسات الأبنية ، كما أن معظم أصناف هذه الشجرة لا تقوى على احتمال ملوحة التربة و بخلاف ما ذكرناه عن امكانية نقل أشجار النخيل المروحي
من مكان لآخر بكل يسر فإن نقل أشجار الماغنوليا أمر شديد الصعوبة لأن جذورها تنتشر في مناطق واسعة حول النبات و بالتالي لا يمكن نقل النبات دون تعريض معظم المجموع
الجذري للأذى.
قشريات الماغنوليا
عبارة عن آفة زراعية تصيب أشجار الماغنوليا و هذه الآفة عبارة عن حشرات قشرية مغطاة بقشرة شمعية بيضاء تنتشر تلك الحشرات على أوراق و أغصان الشجرة و تقوم
بامتصاص نسغ النبات كما تقوم بنقل الأمراض الفيروسية و الفطرية و البكتيرية للأشجار كما أن هذه الحشرات تتسبب في نمو الفطر الأسود على أغصان و أوراق النبات و الإصابة الشديدة بهذه القشريات قد تؤدي إلى موت الشجرة المصابة .
تمضي قشريات الماغنوليا فصل الشتاء على أغصان فتية من نموات العام الحالي أوالعام السابق حيث تكون في الشتاء عبارةً عن حوريات قاتمة اللون و في فصل الربيع تبدأ هذه
الحشرات في امتصاص نسغ النبات و في بداية الصيف يحدث انسلاخ تلك الحشرات فتخرج اناث و ذكور هذه الحشرة وتكون الذكور بيضاء و هزيلةً أما الإناث فتكون أضخم حجماً و أكثر قتامةً و في شهر حزيران يلاحظ ازدياد في إفراز الندوة العسلية التي تتسبب في نمو الفطر الأسود على النبات و في شهر تموز تغطي الإناث أجسادها بمسحوق شمعي أبيض
اللون و في شهر آب يخرج الجيل الثاني من هذه الحشرة حيث تبدأ يرقاته بالبحث عن مكان تقضي فيه الشتاء .
أهم خطوات الوقاية من هذه الآفة زراعة شتول خالية من الإصابة حيث أن معظم القشريات تأتي أساساً مع النبتة من المشتل و في حال تمت الإصابة فلا مناص من استخدام الزيت الصيفي وهو من أنجح و سائل المكافحة و توقيت الرش هام جداً حيث أن أفضل أوقات الرش هي في شهر آب تقريباً وتحديداً عند ظهور يرقات الجيل الثاني من هذه الحشرة و ذلك للقضاء على هذه اليرقات ، كما يجب الاستمرار في رش النبات بالزيوت الزراعية المناسبة خلال فصلي الخريف و الشتاء لغاية ظهور النموات الجديدة و ذلك للقضاء على خادرات و حوريات هذه الحشرة و يجب الحذر عند ظهور النموات الحديثة لأن الزيوت الزراعية قد تؤذي هذه النموات و يمكننا أن نستخدم أنواع أخرى متخصصة من المبيدات لكن علينا الالتزام بتوقيت الرش الذي ذكرناه سابقاً و إلا فإن هذه المكافحة قد لا تجدي نفعاالمصدر: منتديات الخير - من قسم: مواضيع زراعية عامةa[vm hglhyk,gdh sdvm
مشكور اخي والله يعطيك العافية
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~
المفضلات