مشكور أخي عبد على الموضوع الرائع
بصراحة أن كنت عم أبحث عن موضوع شامل ووافي عن الاحتباس
بس ياريت أخي أبو الخير إذا ممكن تكتب مصدر المعلومة
وشكراً لك .......
الإحتباس الحراري كل ما تحب ان تعرفه عنه
الاحتباس الحراري
هو ظاهرة إرتفاع درجة الحرارة في بيئة ما بسبب إنخفاض فقدان هذه البيئة للحراة، و هو في الأصل ظاهرة طبيعية حيث أن هناك مجموعة من الغازات بالاضافة الى بخار الماء موجودة في الغلاف الجوي كمكونات أساسية ، وتركيزها بالغلاف الجوي ضعيف حيث تعمل تلك الغازات على احتفاظ كوكب الأرض بدرجة حرارته ونتيجة لزيادة انبعاث تلك الغازات نظراً للنشاطات البشرية المتزايدة منذ بداية العصر الصناعي زاد ذلك من تأثيرها الحابس للحرارة في الغلاف الجوي مما أدى الى حدوث ظاهرة من أكبر وأخطر الظواهر البيئية السلبية في عصرنا الحالي والتي أطلق عليها ظاهرة "ظاهرة التغيرات المناخية"، والاحتباس الحراري هو ظاهرة تشبه إلى حد بعيد ما يكون في الدفيئات الزجاجية.
ففي الدفيئة الزجاجية تدخل أشعة الشمس حاملة حرارتها إلى داخل الدفيئة، ومن ثم لا تتسرب الحرارة خارجا بنفس المعدل، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة داخل الدفيئة. كذا تتسبب الغازات الضارة التي تنبعث من ادخنة المصانع ومحطات تكرير البترول ومن عوادم السيارات (مثلا) في نفس الظاهرة، مسببة ارتفاع درجة حرارة الأرض.
من آثار ارتفاع درجة حرارة الأرض، ذوبان الجليد عند القطبين..وهو ما يقدر العلماء أنه في حال استمراره فإن ذلك سيؤدي إلى إغراق كثير من المدن الساحلية حول العالم. كما سيؤدي إرتفاع درجة حرارة الأرض إلى تغير المناخ العالمي وتصحر مساحات كبيرة من الأرض. ثاني أكسيد الكربون ، الميثان ، أكسيد النيتروز ، الهالوكربونات ، سادس أكسيد الفلوريد
في تقرير نشرته وكالة حماية البيئة عما يقوله كثير من العلماء وخبراء المناخ من أن أنشطة بشرية مثل تكرير النفط ومحطات الطاقة وعادم السيارات أسباب مهمة لارتفاع حرارة الكون. وقالت الإدارة في تقريرها إن الغازات المسببة للاحتباس الحراري تتراكم في غلاف الأرض نتيجة أنشطة بشرية مما يتسبب في ارتفاع المتوسط العالمي لحرارة الهواء على سطح الأرض وحرارة المحيطات تحت السطح. ويتوقع التقرير أن يرتفع مستوى سطح البحر 48 سم مما يمكن أن يهدد المباني والطرق وخطوط الكهرباء وغيرها من البنية الأساسية في المناطق ذات الحساسية المناخية. وإن ارتفاع مستوى البحر بالمعدلات الواردة في التقرير يمكن أن يغمر حي مانهاتن في نيويورك بالماء حتى شارع وول ستريت. و تعتبر الولايات المتحدة هي أكبر منتج لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الإنسان والتي يقول العلماء إنها السبب الرئيسي للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وتنبعث الغازات من مصانع الطاقة والسيارات وصناعات أخرى.
ولقد شهد العالم في العقد الأخير من القرن الماضي أكبر موجة حرارية شهدتها الأرض منذ قرن حيث زادت درجة حرارتها 6درجات مئوية. وهذا معناه أن ثمة تغيرا كبيرا في مناخها لايحمد عقباه. فلقد ظهرت الفيضانات والجفاف والتصحر والمجاعات وحرائق الغابات. وهذا ماجعل علماء وزعماء العالم ينزعجون ويعقدون المؤتمرات للحد من هذه الظاهرة الإحترارية التي باتت تؤرق الضمير العالمي مما أصابنا بالهلع. وهذا معناه أن الأرض ستكتسحها الفياضانات والكوارث البيئية والأوبئة والأمراض المعدية. وفي هذا السيناريو البيئي نجد أن المتهم الأول هوغاز ثاني أكسيد الكربون الذي أصبح شبحا تلاحق لعنته مستقبل الأرض. وهذا ما جناه الإنسان عندما أفرط في إحراق النفط والفحم والخشب والقش ومخلفات المحاصيل الزراعية فزاد معدل الكربون بالجو. كما أن لإجتثاث اَشجار الغابات وإنتشار التصحر قلل الخضرة النباتية التي تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو. مما جعل تركيزه يزيد به.
ولنبين أهمية المناخ وتأرجحه أنه قد أصبح ظاهرة بيئية محيرة. فلما إنخفضت درجة الحرارة نصف درجة مئوية عن معدلها لمدة قرنين منذ عام 1570 م مرت أوربا بعصر جليدي جعل الفلاحين يهجون من أراضيهم ويعانون من المجاعة لقلة المحاصيل. وطالت فوق الأرض فترات الصقيع. والعكس لو زادت درجة الحرارة زيادة طفيفة عن متوسطها تجعل الدفء يطول وفترات الصقيع والبرد تقل مما يجعل النباتات تنمو والمحاصيل تتضاعف والحشرات المعمرة تسعي وتنتشر. وهذه المعادلة المناخية نجدها تعتمد علي إرتفاع أو إنخفاض متوسط الحرارة فوق كوكبنا.
ولاحظ العلماء أن إرتفاع درجة الحرارة الصغري ليلا سببها كثافة الغيوم بالسماء لأنها تحتفظ تحتها بالحرارة المنبعثة من سطح الأرض ولا تسربها للأجواء العليا أو الفضاء. وهذا مايطلق عليه ظاهرة الإحتباس الحراري أو مايقال بالدفيئة للأرض أو ظاهرة البيوت الزجاجبة. مما يجعل حرارة النهار أبرد. لأن هذه السحب تعكس ضوء الشمس بكميات كبيرة ولاتجعله ينفذ منها للأرض كأنها حجب للشمس أو ستر لحرارتها. وفي الأيام المطيرة نجد أن التربة تزداد رطوبة. ورغم كثرة الغيوم وكثافتها بالسماء إلا أن درجة الحرارة لاترتفع لأن طاقة أشعة الشمس تستنفد في عملية التبخير والتجفيف للتربة.
ودرجة حرارة الأرض تعتمد علي طبيعتها وخصائص سطحها سواء لوجود الجليد في القطبين أو فوق قمم الجبال أو الرطوبة بالتربة والمياه بالمحيطات التي لولاها لأرتفعت حرارة الأرض. لأن المياه تمتص معظم حرارة الشمس الواقعة علي الأرض. وإلا أصبحت اليابسة فوقها جحيما لايطاق مما يهلك الحرث والنسل. كما أن الرياح والعواصف في مساراتها تؤثر علي المناخ الإقليمي أو العالمي من خلال المطبات والمنخفضات الجوية. لهذا نجد أن المناخ العالمي يعتمد علي منظومة معقدة من الآليات والعوامل والمتغيرات في الجو المحيط أو فوق سطح الأرض.
فالأرض كما يقول علماء المناخ بدون الجو المحيط بها سينخفض درجة حرارتها إلي –15درجة مئوية بدلا من كونها حاليا متوسط حرارتها +15درجة مئوية. لأن الجو المحيط بها يلعب دورا رئيسيا في تنظيم معدلات الحرارة فوقها. لأن جزءا من هذه الحرارة الوافدة من الشمس يرتد للفضاء ومعظمها يحتفظ به في الأجواء السفلي من الغلاف المحيط. لأن هذه الطبقة الدنيا من الجو تحتوي علي بخار ماء وغازات ثاني إسيد الكربون والميثان وغيرها وكلها تمتص الأشعة دون الحمراء. فتسخن هذه الطبقة السفلي من الجو المحيط لتشع حرارتها مرة ثانية فوق سطح الأرض. وهذه الظاهرة يطلق عليها الإحتباس الحراري أو ظاهرة الدفيئة أو الصوبة الزجاجية الحرارية. ومع إرتفاع الحرارة فوق سطح الأرض أو بالجو المحيط بها تجعل مياه البحار والمحيطات والتربة تتبخر. ولو كان الجو جافا أو دافئا فيمكنه إستيعاب كميات بخار ماء أكثر مما يزيد رطوبة الجو. وكلما زادت نسبة بخار الماء بالجو المحيط زادت ظاهرة الإحتباس الحراري. لأن بخار الماء يحتفظ بالحرارة. ثم يشعها للأرض.
ولقد وجد أن الإشعاعات الكونية والغيوم تؤثر علي تغيرات المناخ بالعالم ولاسيما وأن فريقا من علماء المناخ الألمان بمعهد ماكي بلانكس بهايدلبرج في دراستهم للمناخ التي نشرت مؤخرا بمجلة (جيوفيزيكال ريسيرتش ليترز) التي يصدرها الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي. وقد جاء بها أنهم عثروا على أدلة علي العلاقة ما بين هذه الأشعة والتغيرات المناخية فوق الأرض. فلقد إكتشفوا كتلا من الشحنات الجزيئية في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي تولدت عن الإشعاع الفضائي. وهذه الكتل تؤدي إلي ظهور الأشكال النووية المكثفة التي تتحول إلى غيوم كثيفة تقوم بدور أساسي في العمليات المناخية حيث يقوم بعضها بتسخين العالم والبعض الآخر يساهم في إضفاء البرودة عليه. ورغم هذا لم يتم التعرف إلى الآن وبشكل كامل على عمل هذه الغيوم. إلا أن كميات الإشعاعات الكونية القادمة نحو الأرض تخضع بشكل كبير لتأثير الشمس. والبعض يقول أن النجوم لها تأثير غير مباشر على المناخ العام فوق الأرض. ويرى بعض العلماء أن جزءا هاما من الزيادة التي شهدتها درجات حرارة الأرض في القرن العشرين، ربما يكون مرده إلى تغيرات حدثت في أنشطة الشمس، وليس فقط فيما يسمى بالاحتباس الحراري الناجم عن الإفراط في استخدام المحروقات.
وقد قام الفريق الألماني بتركيب عدسة أيونية ضخمة في إحدى الطائرات. فوجدوا القياسات التي أجروها قد رصدت لأول مرة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي أيونات موجبة ضخمة بأعداد كثيفة. ومن خلال مراقبتهم وجدوا أدلة قوية بأن الغيوم تلعب دورا هاما في التغير المناخي حسب تأثيرها على الطبيعة الأيونية وتشكيل ونمو هذه الجزيئات الفضائية في الطبقات العليا من الغلاف الجوي. مما يؤيد النظرة القائلة بأن الأشعة الكونية يمكن أن تساهم في التغيرات المناخية وتؤثر على قدرة الغيوم على حجب الضوء.
وفي مركز (تيندال للأبحاث حول التغيرات المناخية) التابع لجامعة إيست أنجليا في بريطانيا إكتشف مؤخرا أهمية الغيوم في المنظومة المناخية وأن للغيوم تأثيرا قويا في اختراق الأشعة للغلاف الجوي للأرض. لأن الغيوم تمنع بعض إشعاعات الموجات القصيرة الوافدة نحو الأرض، كما تمتص إشعاعات أرضية من نوع الموجات الطويلة الصادرة عن الأرض مما يسفر عن حجب هذه الأشعة القصيرة وإمتصاص الأشعة الطويلة برودة وزيادة حرارة الغلاف الجوي على التوالي. فقد يكون تأثير السحب كبيرا لكن لم يظهر حتي الآن دليل يؤيد صحة ذلك. لأن السحب المنخفضة تميل إلى البرودة، بينما السحب العليا تميل وتتجه نحو الحرارة. لهذا السحب العليا تقوم بحجب نور الشمس بشكل أقل مما تفعله السحب المنخفضة كما هو معروف.
لكن الغيوم تعتبر ظواهر قادرة على امتصاص الأشعة تحت الحمراء. لأن الغيوم العالية تكون طبقاتها الفوقية أكثر برودة من نظيرتها في الغيوم المنخفضة وبالتالي فإنها تعكس قدرا أقل من الأشعة تحت الحمراء للفضاء الخارجي. لكن ما يزيد الأمر تعقيدا هو إمكانية تغير خصائص السحب مع تغير المناخ، كما أن الدخان الذي يتسبب فيه البشر يمكن أن يخلط الأمور في ما يتعلق بتأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على الغيوم.
ويتفق كثير من علماء الجيوفيزياء على أن حرارة سطح الأرض يبدو أنها بدأت في الارتفاع بينما تظل مستويات حرارة الطبقات السفلى من الغلاف الجوي على ما هي عليه. لكن هذا البحث الذي نشر حول تأثير الإشعاعات الكونية يفترض أن هذه الإشعاعات يمكنها أن تتسبب في تغييرات في الغطاء الخارجي للسحب. و هذا الغطاء قد يمكن تقديم شرحا للغز الحرارة. وأن الاختلاف في درجات الحرارة بالمناخ العالمي ليس بسبب التغيرات التي سببها الإنسان على المناخ .لأن الشواهد علي هذا مازالت ضعيفة. فهذا التأثير يفترض أن يظهر في ارتفاع كامل في الحرارة من الأسفل نحو الغلاف الجوي.ورغم أن العلماء رأوا أن التغييرات الطارئة على غطاء السحب يمكن أن تفسر هذا الاختلاف، فإنه لم يستطع أحد أن يقدم دليلا عن أسباب الاختلافات الموجودة في مستويات الحرارة بالمناخ العالمي. لكن الدراسة الأخيرة رجحت أن تكون الأشعاعات الكونية، وهي عبارة عن شحنات غاية في الصغر وتغزو مختلف الكواكب بقياسات مختلفة حسب قوة الرياح الشمسية وربما تكون هذه هي الحلقة المفقودة في تأثير الأشعة الكونية علي المناخ فوق كوبنا .
ورغم التقنيات المتقدمة والأبحاث المضنية نجد أن ظاهرة الإحتباس الحراري بالجو المحيط بالأرض مازالت لغزا محيرا ولاسيما نتيجة إرتفاع درجة حرارة المناخ العالمي خلال القرن الماضي نصف درجة مئوية أخذ الجليد في القطبين وفوق قمم الجبال الأسترالية في الذوبان بشكل ملحوظ. ولاحظ علماء المناخ أن مواسم الشتاء إزدادت خلال الثلاثة عقود الأخيرة دفئا عما كانت عليه من قبل وقصرت فتراته. فالربيع يأتي مبكرا عن مواعيده. وهذا يرجحونه لظاهرة الإحتباس الحراري. ويعلق العالم (جون مورجن) علي هذه الظاهرة المحيرة بقوله :إن أستراليا تقع في نصف الكرة الجنوبي. وبهذا المعدل لذوبان الجليد قد تخسر تركة البيئة الجليدية خلال هذا القرن. وقد لوحظ أن الأشجار في المنطقة الشيه قطبية هناك قد إزداد إرتفاعها عما ذي قبل . فلقد زاد إرتفاعها 40 مترا علي غير عادتها منذ ربع قرن . وهذا مؤشر تحذيري مبكر لبقية العالم .لأن زيادة ظاهرة الإحتباس الحراري قد تحدث تلفا بيئيا في مناطق أخري به. وهذا الإتلاف البيئي فوق كوكبنا قد لاتحمد عقباه .فقد يزول الجليد من فوقه تماما خلال هذا القرن . وهذا الجليد له تأثيراته علي الحرارة والمناخ والرياح الموسمية .
وفي جبال الهيملايا وجد 20 بحيرة جليدية في نيبال و 24 بحيرة جليدية في بوهيتان قد غمرت بالمياه الذائبة فوق قمة جبال الهيملايا الجليدية مما يهدد المزروعات والممتلكات بالغرق والفيضانات لهذه البحيرات لمدة عشر سنوات قادمة. وبرجح العلماء أن سبب هذا إمتلاء هذه البحيرات بمياه الجليد الذائب. وحسب برنامج البيئة العالمي وجد أن نيبال قد زاد معدل حرارتها 1 درجة مئوية وأن الغطاء الجليدي فوق بوهتان يتراجع 30 –40 مترا في السنة. وهذه الفيضانات لمياه الجليد جعلت سلطات يوهيتان ونيبال تقيم السدود لدرأ أخطار هذه الفيضانات.
الإحتباس الحراري فناء البشرية:
بزيادة النشاط البشري وتسارع التنمية فان المناخ يتغير لأن النشاط البشري يؤثر في تركيب مكونات الغلاف الجوي للأرض وذلك عن طريق تراكم الغازات وخاصة ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز وهي غازات معروفة بغازات البيوت الزجاجية ولها خاصية جذب الحرارة وبالتالي فان تراكمها يتسبب في الاحتباس الحراري وبالرغم من أن تفاعل الأرض مع تغيرات الغلاف الجوي ومحاولة هذا الكوكب لتعديل مناخه إلا أن ارتفاع حرارة الأرض واضح فالطاقة الشمسية المنبعثة من الشمس تصدم الأرض التي تقوم بامتصاص جزء منها وعكس الجزء الآخر لينتشر في الغلاف الجوي وبالتالي تدفئة الجو فوق الأرض وبدون هذه العملية فإن درجة الحرارة فوق الأرض ستكون منخفضة جداً مما يجعل الحياة مستحيلة ولكن بزيادة تركيز وتراكم هذه الغازات الحابسة للحرارة فإن الحرارة ستزداد أكثر مما يمكن إحتماله مما قد يسبب مشاكل للحياة فوق الأرض.
وحيث أن التقارير العلمية تفيد بأن تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي قد زاد بنسبة 30% وإن تركيز الميثان قد تضاعف وأن تركيز أكسيد النيتروز قد زاد حوالي 15% الأمر الذي زاد من إحتباس الحرارة في الغلاف الجوي للأرض وبالرغم من وجود الأيروزولات وهي من ملوثات الهواء وهي تساعد في إنقاص درجة حرارة الغلاف الجوي عن طريق عكسها للضوء لطبقات الجو العليا ولكن عمر الأيروزولات قصير وتركيزها يختلف من مكان لآخر وبالتالي فأن تأثيرها الخافض للحرارة ليس كافياً لتعديل درجة الحرارة في طبقات الجو.
ولكن كيف تزداد الغازات في الغلاف الجوي ؟ العلماء يعتقدون بأن استخدام المحروقات والأنشطة البشرية الأخرى هي المسبب الرئيسي لزيادة غازات البيوت الزجاجية مثل غاز ثانى أكسيد الكربون، وبالرغم من أن عمليات التمثيل الضوئي في النبات وتحلل المواد العضوية تطلق عشرة أضعاف من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلا أن ذلك كله في تناسق مع النظم البيئية على الأرض قبل الثورة الصناعية وما حصل في القرون الأخيرة هو زيادة إنتاج ثاني أكسيد الكربون من أنشطة البشر فحرق الطاقة لتسيير السيارات والمقطورات وتدفئة المساكن ومقار العمل وتشغيل المصانع المختلفة مسئول عن 80% من زيادة ثاني أكسيد الكربون أما زيادة الميثان وأكسيد النيتروز فيرجع السبب فيها لزيادة التصحر، ومكبات القمامة، والصناعات المختلفة والتعدين وبعض الغازات الأخرى مثل الكلور وفلوروكربونات والهيدروفلوروكربونات والتي تنتج بسبب صناعة الرغاوي وعمليات التكييف والتبريد والتجميد ونتيجة لكل ذلك فإن درجة الحرارة فوق الأرض تزداد وخلال القرن الماضي فإن درجة الحرارة قد زادت بما يساوي 0.45-0.6 درجة مئوية وهذا الارتفاع الذي يتوقع له الازدياد سيزيد من سرعة التبخر ويقلل من رطوبة الأرض ويزيد من ذوبان الجليد في القطب الشمالي وكذلك من الجليد العائم فوق المحيط المتجمد الشمالي متسبباً في ارتفاع منسوب مياه البحر وقد يغمر جزء من اليابسة وتحيلها إلى جزء من البحار ليفقد الكثير من البشر مأواهم ومصادر غذائهم وقياسات معدل ارتفاع منسوب البحر تشير إلى أن مستوى سطح البحر قد ارتفع بحوالي 15-20 سم خلال القرن الماضي.
كل ذلك بسبب تدخل البشر ونشاطهم غير المقنن الذي يرهق الأنظمة البيئية ، مما قد يؤثر على الغابات والمحاصيل المختلفة ومصادر المياه ويهدد صحة البشر والحياة البرية والبحرية والنظم البيئية الأخرى. وفي حين أنه في الماضي وعندما كانت الحياة بدائية فإن الحرارة فوق الأرض تحدد بكمية الطاقة الشمسية التي تسقط على الأرض وكمية ضوء الشمس المنعكسة من الأرض للغلاف الجوي وكمية حبس الغلاف الجوي للحرارة. فإنه اليوم وفي المستقبل سيحدد درجة حرارة الأرض وبشكل رئيسي كم سيزيد الإنسان ونشاطاته من إنتاج للغازات الحابسة للحرارة غازات البيوت الزجاجية ويطلقها في الغلاف الجوي. وبالتالي ... فإن الإحتباس الحراري يعتبر اليوم أحد أسوأ المخاطر التي تهدد استدامه البيئة فوق الأرض وبالتالي الحياة فوقها بشراً وأحياء آخرى وأنظمة بيئية. وحيث ... أن الدول الأكثر تقدماً وهي الدول الصناعية هي الأكثر إضراراً بالبيئة والأكثر تسبباً في ارتفاع درجة الحرارة فوق الأرض فإن واجبها أن تبدأ بإنقاص استخدام المحروقات واتباع أسس الزراعة والصناعة النظيفة وتحافظ على الغابات والنظم البيئية التي تمتص الكربون من الجو ويجب على الجميع تطبيق اتفاقية التغير المناخي التي صدرت عام 1992م وهي تتمحور حول إنقاص إنتاج غازات البيوت الزجاجية الغازات الحابسة للحرارة وتم كذلك توقيع بروتوكول كيوتو الذي أوجب على الدول المصنعة الوصول إلى أهداف محددة من أجل إنجاح الاتفاقية والبرتوكول.
وللاحتباس ... الحراري وارتفاع الحرارة فوق الأرض تأثير كبير على الحياة فوق كوكبنا وقد يجعله مستحيلاً. وينقسم ... تأثير ارتفاع الحرارة على الإنسان إلى تأثير مباشر فقد تؤدي زيادة الحرارة إلى الموت والكثير من الأمراض تزداد انتشاراً مع ارتفاع الحرارة وارتفاع الحرارة يرهق الجهاز الدوري والجهاز التنفسي في الإنسان وارتفاع ... الحرارة يزيد من غاز الأوزون وهو مفيد في طبقات الجو العليا حيث يحمي الحياة من الأشعة فوق البنفسجية ولكنه في طبقات الجو الدنيا ملوث خطر يفسد رئة الإنسان ويزيد من مشاكل المرضى المصابين بالربو وأمراض الرئة الأخرى.
والمعلومات ... الاحصائية تفيد اليوم بأن معدل الوفيات تزداد في الأيام التي ترتفع فيها حرارة الجو فما بالك عندما ترتفع درجة الحرارة على مدار السنة. كذلك ارتفاع درجة حرارة الأرض قد تزيد من الأمراض السارية المنقولة بالبعوض والحشرات الأخرى فالملاريا والحمى الصفراء والتهاب السحايا كذلك أمراض الكوليرا وأمراض التسمم الغذائي كالسلمونيا والشيقيلا. كما ... أن ارتفاع الحرارة يزيد من نسبة الإصابة بما يسمى بضربة الشمس ويتسبب في خسارة الكثير من الثروة السمكية وتزداد أمراض الأسماك والثروات الطبيعية الأخرى وهو مصدر حياة وغذاء النوع البشري.
الاحتباس الحراري يغيِّر النبات والحيوان:
جاء في دراسة نشرت في مجلة الطبيعة ان ارتفاع الحرارة بمعدل ستة بالعشرة من الدرجة المئوية في القرن العشرين، أدى إلى بدء موسم النمو في أوروبا وأمريكا الشمالية أبكر من موعده السابق. وتقول الباحث الجامعية، الدكتورة نِكي نيلسون، إن ارتفاع درجة الحرارة بدرجة مئوية واحدة قد يؤدي إلى انقراض الحيوانات التي تعرف بالتوتورا، وهي خليفة الديناصور المنقرض. وتضيف الدكتورة نيلسون، إن درجة مئوية واحدة تحدث تغييرا في الأجواء التي تنمو فيها أجنة الذكور أو الإناث. وتمثل التوتورا آخر ما تبقى من أنواع الزواحف، وكانت قد نشأت في نفس الفترة التي نشأت فيها الديناصورات، وتعيش الآن في إحدى الجزر النيوزيلندية. كما تبين ان البعوض الذي يحمل الأمراض في الأراضي المرتفعة في آسيا وشرق أفريقيا ودول أمريكا اللاتينية أصبح بإمكانه العيش على ارتفاعات اكثر من ذي قبل. ويقول العلماء الذين قاموا بتلك الدراسة إن ارتفاع درجات الحرارة يعني أيضا أن هناك بعض العينات من النبات والحيوان سيكون مصيرها الفناء. وتقدر الهيئة البيئية حول التغير المناخي التابعة للأمم المتحدة أن معدل درجة الحرارة سوف يرتفع بين 1.4 إلى 5.8 درجة مئوية بحلول نهاية القرن الحالي.
الغابات والزراعات لا تكفي لامتصاص الغازات المضرة:
تقرير علمي آخر قال إنه لا يمكن الاعتماد على الغابات والأراضي الزراعية في امتصاص الغازات المضرة بالبيئة، وإن خفض انبعاث تلك الغازات هو الوسيلة الوحيدة لخفض ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية على المدى الطويل. فقد جاء في تقرير جديد للجمعية الملكية البريطانية أنه لا يمكن تحديد إلى أي مدى يمكن للأراضي الزراعية والغابات -التي يطلق عليها اسم مصايد الكربون- امتصاص ثاني أكسيد الكربون الذي يعد الغاز المسبب الرئيسي لارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي المحيط بالأرض. وقالت الجمعية الملكية البريطانية -وهي هيئة مستقلة تضم كبار العلماء- إن من الضروري تحسين وسائل التأكد من تأثير مصايد الكربون على ارتفاع حرارة الأرض. ولابد أن يكون خفض كمية غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من أنواع معينة من الوقود، الوسيلة الأساسية للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض. وقال البروفيسور جون شيفيرد الذي أعد التقرير إن مصايد الكربون تلك ذات حجم محدود إلى حد ما ولن تعمل إلا لفترة قصيرة نسبيا وهي عقود قليلة، وهذا يعني أنها لا يمكن أن تكون مساهما رئيسيا في خفض انبعاث الكربون وحل مشكلة ارتفاع درجة حرارة الأرض. وتريد الولايات المتحدة واليابان وكندا وأستراليا التشديد بشكل أكبر على مصايد الكربون لتحقيق المستوى الذي حدده بروتوكول كيوتو لانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون. ويلزم البروتوكول الدول المتقدمة بخفض انبعاث هذا الغاز بنسبة تزيد خمسة في المائة عن مستويات عام 1991 بحلول عام 2010. وقال التقرير إن مصايد الكربون والتربة تمتص نحو 40% من ثاني أكسيد الكربون، وقد يمكنها امتصاص ما يصل إلى 45% كحد أقصى. ولكنه أضاف أن هذا الحد الأقصى الذي يمكن امتصاصه لن يمثل سوى ربع المطلوب امتصاصه بحلول عام 2050 لمنع حدوث زيادات كبيرة في درجات حرارة الأرض. وحذر العلماء أيضا من أنه في المستقبل قد تصبح مصايد الكربون نفسها مصدرا لثاني أكسيد الكربون، إذ قد تخرج تلك المصايد غازات تسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض مثل الميثان. وأضاف التقرير أن الفائدة الأساسية لمصايد الكربون البرية هي أن بإمكانها أن تكون فعالة بشكل فوري، وأنها توفر حافزا ماليا للحفاظ على البيئة والاستخدام طويل الأمد للغابات والأراضي الزراعية.
تقرير جديد للأمم المتحدة يكشف مخاطر الاحتباس الحراري:
إلى ذلك قالت لجنة من خبراء الأمم المتحدة إن الاحتباس الحراري في الكرة الأرضية أكثر خطورة مما قدره العلماء في السابق، وإن آثاره ستبقى لقرون قادمة. وكشف التقرير أن التغيرات المناخية ستؤدي إلى ارتفاع مستوى مياه البحر وزيادة درجات الحرارة، مما يهدد الإنتاج الزراعي ويلوث مصادر المياه. ويعد التقرير استكمالا لجهود البحث العلمي التي تم التوصل إليها في ظاهرة زيادة درجة حرارة الكون. وقد توقع الخبراء زيادة درجة حرارة الأرض ما بين 1,4 إلى 5 درجات مئوية، مما سيؤدي إلى ارتفاع مستوى مياه البحر من تسعة إلى 88 سم خلال المائة عام القادمة. وأكد التقرير أن درجة حرارة الأرض زادت بالفعل خلال التسعينات عما كانت عليه وبلغت في عام 1998 أعلى معدلاتها منذ عام 1861. ويستند التقرير إلى تحليل جذوع الأشجار والشعاب المرجانية والثلوج والسجل التاريخي للقطب الشمالي والتي كشفت أن القرن العشرين هو الأعلى حرارة على مدى ألف عام. ومنذ أواخر الستينات من القرن الماضي انحسرت المناطق التي تغطيها الثلوج بنسبة 10% وتراجعت جبال الثلوج في المناطق غير القطبية بشكل ملحوظ. وقد تقلصت الفترة التي تتكون فيها الثلوج في خطوط العرض الوسطى والعليا بنحو أسبوعين عما كانت عليه قبل قرن. وأفاد التقرير أن السبب الرئيسي في زيادة حرارة الأرض هو زيادة الأنشطة البشرية.
ارتفاع حرارة الأرض يهدد لقمة عيشنا:
ومن لجنة الأمم المتحدة ننتقل إلى مجموعة من العلماء كلفتهم الأمم المتحدة ايضا بدراسة آثار ارتفاع حرارة الأرض أن التغييرات المناخية ستزيد من حدة السيول وشح المياه في آن واحد, وستضعف المحاصيل الزراعية وتزيد من خطورة الوضع الصحي في القرن الحادي والعشرين. ورأت "المجموعة الحكومية حول تطور المناخ" في تقرير جديد نشر في جنيف بعنوان "التغييرات المناخية 2001.. الآثار والتكيف", أن "كل مناطق الكرة الأرضية ستتأثر على ما يبدو ببعض الانعكاسات السلبية" لارتفاع حرارة الأرض. وأضاف التقرير أن الدول النامية ستكون على الأرجح الأكثر هشاشة في هذا المجال, موضحا أنه يتوقع تسجيل زيادة أو كثافة في "الظواهر بحدودها القصوى". ورجح التقرير هطول أمطار غزيرة على ما يبدو في عدد كبير من المناطق بما في ذلك الدول المتطورة، مما سيؤدي إلى زيادة الفيضانات والانهيارات الأرضية والثلجية. وأضاف أن موجات من الحر ستضرب "على ما يبدو" كل مكان لترفع من الوفيات وتزيد من الأضرار للمحاصيل. أما الجفاف الذي ازداد حدة في الدول المعتدلة, فسيؤثر على منسوب المياه في الأنهار وموارد المياه ونوعيتها. وستشهد دول الجنوب "على الأرجح" أعاصير استوائية أكثر كثافة وزيادة في الجفاف والسيول. أما الدول الواقعة تحت خط الاستواء فستعاني خصوصا من شح في المياه. وسيؤدي ارتفاع مستوى مياه البحر إلى سيول وعواصف على السواحل، ويهدد خصوصا مناطق الدلتا والدول القائمة على جزر صغيرة. وعلى الصعيد الاقتصادي ستتسع الهوة بين الشمال والجنوب مع ارتفاع حرارة الأرض. وفي الدول الغنية "سيؤدي ارتفاع الحرارة بضع درجات إلى مكاسب وخسائر", لكن الزيادة في الارتفاع لن تؤدي سوى إلى آثار اقتصادية سلبية. وستسجل الدول الفقيرة باستمرار "خسائر اقتصادية واضحة" ستتزايد مع ارتفاع حرارة الأرض. وقال التقرير إن "معظم المناطق الاستوائية وتحت خط الاستواء ستشهد تراجعا عاما" في محاصيلها الزراعية، حتى مع ارتفاع طفيف في درجات الحرارة بالنسبة لبعض المحاصيل.
وعلى الصعيد الصحي ستتسع الأمراض الاستوائية جغرافيا كما جاء في التقرير. وفي دول الشمال ستسجل الوفيات بسبب الحرارة والرطوبة والتلوث ارتفاعا. ويستند العلماء في تقريرهم على تقرير أعدته مجموعة أخرى، ونشر في 22 يناير/ كانون الثاني في شنغهاي، مشيرا إلى أن الحرارة سترتفع بين 1.4 و5.8 درجات في القرن الحادي والعشرين، وأن مستوى مياه البحر سيرتفع ما بين تسعة سنتيمترات و88 سنتيمترا. ورأى معدو التقرير الذين بدوا أكثر حزما من قبل عند إعداد تقرير عام 1995, أن ارتفاع درجات الحرارة في القرن العشرين "أثر أصلا في أجزاء كبيرة من العالم على أنظمة فيزيائية وبيولوجية مختلفة". وأشاروا على نحو خاص إلى تراجع الكتل الجليدية، وتغييرات في سلوك الحيوانات، وإزهار بعض الأشجار قبل أوانها. ورأوا أن هذه التغييرات ستستمر في القرن الحادي والعشرين, وبذلك يمكن أن تزول "نصف الثلوج على جبال الألب"، وعدة أصناف من الحيوانات المهددة بالانقراض حاليا. ويمكن أن يؤدي ارتفاع حرارة الأرض في القرن الحادي والعشرين أيضا إلى تغييرات على نطاق واسع في مرحلة لاحقة لا يمكن تلافيها، وستكون لها عواقب على صعيد القارات والعالم. فقد يؤدي ارتفاع الحرارة إلى "تباطؤ كبير" في التيارات الدافئة في المحيطات، وتراجع الكتل الجليدية في غرينلاند وغرب القطب الجنوبي. ويمكن أن تحول الظاهرة الأولى أوروبا الغربية إلى منطقة جليدية، في حين يمكن أن تسبب الظاهرة الثانية ارتفاع مستوى مياه البحار "حتى ثلاثة أمتار خلال ألف عام", لتغمر عددا كبيرا من الجزر والمناطق الساحلية.
السدود "تسبب" الاحتباس الحراري:
ويبدو ان محاولة البشر الحصول على المياه وتخزينها تسببت بمضار اكثر من الفوائد التي يفترض ان تجنى منها الطاقة الكهربائية المولَّدة عن طريق المياه، والتي لطالما وُصِفت بأنها أكثر مصادر الطاقة نقاء، يمكن أن تتسبب في التلوث أكثر مما يفعله الفحم ويعود سبب ذلك إلى أن حقينة السدود تُجَمِّع النباتات المتعفنة التي تصدر انبعاثات تسبب الاحتباس الحراري. غير أنه من الصعب الإحاطة بالحجم الحقيقي للتلوث الذي يمكن أن يصدر عن أحد السدود، لأنها تختلف عن بعضها البعض بشكل كبير. وقد جاء الإعلان عن هذا المسبب من مسببات تغير الطقس قُبَيْل الجولة المقبلة من مفاوضات تجري حول طرائق التصدي للاحتباس الحراري. وأوردت مجلة نيوساينتيست تقريرا أعدته في هذا الشأن اللجنة الدولية للسدود .
تكنولوجيا نظيفة:
وتحظى هذه اللجنة التي تتكون من علماء ومهندسين وأخصائيين في البيئة، بدعم الاتحاد العالمي لحماية البيئة، والبنك العالمي الذي يعتبر أكبر ممول لمشاريع بناء السدود. ويرى أنصار بناء السدود أنه يتعين اعتبار هذا القطاع ضمن التكنولوجيا النظيفة وفق أحكام اتفاقية كيوتو 97 المتعلقة بالتعامل مع التغيرات الطارئة على الطقس
ويؤكد العديد من العلماء وجود أدلة على أن درجة حرارة الأرض في ارتفاع متزايد، وأن أحد الأسباب الرئيسية لذلك الأنشطة البشرية، ولا سيما منها استخدام المحروقات. وتقول اللجنة إن النفايات المتعفنة الواردة من الغابات، سرعان ما تطفو عندما تغزو الفيضانات السدود، وتسبب انبعاث غازين هما ثاني أكسيد الكربون والميثان. وتضيف أن مزيدا من هذين الغازين تنتجه المواد العضوية التي تصل إلى حقينة السدود، مما يؤدي إلى استمرار العملية داخل خزان السد. ويشار إلى أن الميثان يسبب الاحتباس الحراري بنسب تفوق بعشرين مرة ما يسببه غاز ثاني أكسيد الكربون. وهو ينبعث من المياه الراكدة مشكل مستمر. ومن هذا المنطلق، فإن خزان السد ينتج كميات من الميثان أكثر مما يحصل مع الأنهار الجارية. وتقول اللجنة إن هذا المشكل أعمق مما كان يعتقد، مضيفة أن أكثر السدود مصدرا للخطورة هي السدود الضحلة الموجودة في المناطق المدارية، حيث لم تتم تنقية الأنهار من الأوحال قبل بناء السدود .وتشير في هذا السياق إلى أن أكثر السدود إثارة للانشغال هو سد بالبينا في البرازيل، والذي لا يتجاوز عمق المياه فيه أربعة أمتار في بعض الأجزاء .وتبلغ قوة الطاقة الكهربائية التي ينتجها بالبينا مئة واثني عشر ميجاوات، ويتوقع أن يكون قد أدى إلى انبعاث ثلاثة ملايين طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا خلال الأعوام العشرين التي مرت على بنائه. وبالمقابل فإن محطة توليد للكهرباء بنفس الكمية عن طريق الفحم لا تنتج سوى ثلاثمئة وخمسين ألف طن من الغاز ذاته في السنة. وبالرغم من أن أبحاث اللجنة العالمية للسدود لم تشمل سوى عدد محدود من السدود في أربعة بلدان، فإنها تتوقع أن تكون هناك حالات مماثلة في بلدان أخرى.
ارتفاع حرارة الأرض يعلن بداية الفناء:
ذكرت دورية نيتشر العلمية قائلة ان علماء حذروا من ان ارتفاع درجة حرارة سطح الارض بدأ في التأثير على الحياة النباتية والحيوانية في كل أنحاء العالم الأمر الذي يتضح من خلال مظاهر مختلفة ابتداء من فناء الشعاب المرجانية إلى تأخر فصل الخريف وتعرض نوع من السلاحف لخطورة الانقراض. وارتفع متوسط درجة الحرارة في العالم بنحو 0.6 درجة مئوية في القرن العشرين وكان أغلب الارتفاع خلال الثلاثين عاما الماضية وظهر اثر ذلك على الحياة النباتية والحيوانية ابتداء من خط الاستواء وحتى القطبين. وقال العلماء أمس الأول في دورية (نيتشر) العلمية ان بعض الأنواع محكوم عليها بالفناء في الوقت الذي تصارع فيه ارتفاع درجات الحرارة في كوكب مزدحم بشدة ولم يعد فيه ثمة مهرب. وقال جيان ريتو والتر عالم النبات من جامعة هانوفر الألمانية (ارتفعت درجات الحرارة بنسبة لا تزيد عن 0.6 درجة مئوية واصبحت الدلائل واضحة للغاية بالفعل). وتبرز الدراسة فيما خلصت إليه مدى خطورة التغير المناخي للكرة الارضية من خلال اظهار اتجاهات متوازية في النباتات والطيور والحيوانات والاسماك). وقالت والتر (ان هذا يلقي اهتماما بالغا مضيفا انه لا محالة ان بعض الأنواع ستفنى واردف ان الاختلاف اكلبير بين الان والفترات السابقة في التغيرات المناخية مثل العصر الجليدي هو ان سبعة مليارات يعيشون على الارض الان وتم سد الكثير من ممرات الهجرة للكائنات). ومن أهم المؤشرات على التغير المناخي موت مساحات شاسعة من الشعاب المرجانية في العالم نتيجة لإرتفاع درجات مياه المحيطات وفي الوقت ذاته بدأت تظهر ملامح الخريف على الأشجار في أوروبا.
الاحتباس الحراري.. أولوية مؤجلة
الغازات الضارة بالبيئة عامل أساسي في تفاقم الاحتباس الحراري
تشكل ظاهرة الاحتباس الحراري مصدر قلق حقيقي على النطاق العالمي. ويرى الكثير من الجهات الرسمية والعلمية أنه إذا لم تتخذ إجراءات حاسمة للحد من انبعاث الغازات الضارة بالبيئة فإن ذلك سيؤدي حتما إلى تفاقم تلك الظاهرة، والسير حثيثا نحو تغير مناخي سمته الأساسية ارتفاع درجة حرارة الأرض وما يترتب عليها من عواقب أخرى على الطبيعة
ويبدو أن الاتجاه نحو هذه التغيرات يجري بمعدل أسرع مما كانت تتنبأ به المعطيات المناخية المعروفة، إذ تشير تقديرات علمية حديثة إلى أن درجات الحرارة في أجزاء مختلفة من الكرة الأرضية سترتفع بمقدار ضعف ما كانت تتوقعه الدراسات المناخية
الأرقام التي تقدمها جماعات الدفاع عن البيئة تؤكد أن نسبة مساهمة الولايات المتحدة في انبعاث الغاز تربو على أربعة وعشرين بالمئة في حين أن عدد سكانها لا يزيد على اربعة بالمئة من مجموع سكان العالم
وتنبه تلك التقديرات إلى أن مستوى انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون المتزايد قد يقود إلى الاندثار الكمي للغابات والارتفاع الكبير لمستوى مياه البحار. ومن شأن ذلك أن يزيد من وطأة التغيرات البيئية وبالتالي انخفاض مستوى الإنتاج الزراعي في العالم وما يترتب على ذلك من مشاكل اقتصادية وتنموية وغذائية
ويتفق الكثيرون من المختصين والمهتمين على أن إحراق الغاز الطبيعي والنفط والفحم مما يسمى بالوقود الإحفوري، فضلا عن الأشكال الأخرى من التلوث التي مصدرها البشر، لها الحصة الأكبر في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري خلال العقود القليلة الماضية
وإذا ظلت الأمور سائرة على ما هي عليه فإن من المتوقع أن يصل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون إلى حوالي أربعين مليار طن سنويا في نهاية القرن الحالي وتتضح أهمية هذا الرقم إذا ما قارناه بمقدار الانبعاث في الوقت الحاضر البالغ سبعة مليارات طن سنويا، أي أن الانبعاث سيزيد بمقدار ثلاثة وثلاثين مليار طن سنويا الفيضانات من نتائج التغير المناخي
وحتى لو تمسك البعض بالتقدير الأقل تشاؤما الصادر أوائل التسعينات والذي يشير إلى أن مقدار الانبعاث في نهاية القرن لا يتجاوز تسعة وعشرين مليار طن، فإن من شأن هذه الكمية أن تؤدي إلى اندثار واسع للغابات نتيجته إطلاق كميات كبيرة من الغاز المخزون في أشجارها مما يزيد ظاهرة الاحتباس سوءا
وكنتيجة للتغيرات الكبرى في المناخ يشهد العالم انهيار جبال ثلوج القطب مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى مياه البحر وبالتالي غرق مناطق ساحلية شاسعة ذات كثافة سكانية عالية. كما يؤدي إلى ضعف خصوبة التربة وتدني الإنتاج الزراعي ومعاناة البشرية من ظروف جوية وظواهر طبيعية قاسية، فضلا عن الانهيارات الثلجية وانزلاق الصخور
ومن نتائج التغيرات المناخية تلك حدوث موجات حرارية، لمناطق البحر المتوسط نصيب مهم فيها، مما يؤثر تأثيرا مباشرا على الصناعة السياحية في تلك المناطق وغيرها
ويشكل التغير المناخي المتسارع الذي ينحو إلى ارتفاع درجة الحرارة تهديدا للصحة العامة ويعمل على تكاثر أنواع ضارة من الحشرات وانقراض أنواع برية من الحيوان والنبات
كيوتو
ويرى المدافعون عن البيئة أن ما تشهده بعض البلدان من فيضانات في الوقت الحاضر ما هو إلا النذير المبكر لتأثير التغيرات المناخية السلبي أما العواقب الخطيرة لانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون فلا تزال كامنة وقد تفعل فعلها في غضون بضعة عقود
وفي سياق المساعي التي جرت والمعالجات التي اقترحت خلال المؤتمرات الدولية المنعقدة لهذا الغرض يلزم الاتفاق الذي وقع عام سبعة وتسعين في مدينة كيوتو اليابانية والمعروف باسمها موقعيه على خفض جماعي لانبعاث الغازات الضارة بالبيئة بمعدل يزيد على خمسة بالمئة لكي تكون التغيرات التي تطرأ على المناخ ضمن حدود يمكن تحملها والتأقلم معها
لكن العديد من العلماء يرون أن كيوتو بداية متواضعة وأنه يفترض أن يبلغ الخفض خلال خمسين سنة نسبة ستين بالمئة لكي تبقى التغيرات المناخية ضمن الحدود المقبولة
ومع ذلك فإن الرئيس الأمريكي جورج بوش قرر التراجع عن الاتفاقية. وترى الولايات المتحدة أنها تلحق ضررا بصناعاتها، الأمر الذي يعني تخليا عن المساهمة في الجهود الرامية لمواجهة أحد أكبر العوامل التي تهدد الحياة على الكرة الأرضية
قمة الأرض
أما في قمة الأرض التي انعقدت في ريو دي جانيرو عام اثنين وتسعين فقد تم الإقرار بأن للنشاط البشري المتزايد تأثيرا سلبيا على المناخ. وقد أطلقت الأمم المتحدة آنذاك إشارة البدء بالتوقيع على اتفاق إطار حول تغيرات الطقس تتضمن موافقة المجتمع الدولي على الحد من التلوث لصد التأثيرات الضارة بالبيئة
التغيرات تذيب جليد القطب
وبعد تسع سنوات من انعقاد قمة الأرض لم تتمكن الدول المشاركة فيها من الاتفاق على الوسائل العملية للحد من انبعاث الغازات المسؤولة عن ارتفاع حرارة الأرض. فقد دبّ الخلاف بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حول وسائل التصدي لهذه الظاهرة، على رغم اقتناع الجانبين بأن التوصل إلى تسوية أمر ينطوي على أهمية حاسمة
ويبدو أن السيطرة على انبعاث الغازات التي تسبب ارتفاع الحرارة بحاجة إلى قرارات سياسية صعبة في وقت يشكل فيه النفط والغاز مصدرا رئيسيا للطاقة في العالم والبلدان الغنية خصوصا، وعاملا أساسيا في تحقيق التنمية الاقتصادية في البلدان المنتجة له
طموح محدود
ويلقي أنصار البيئة باللوم على دول صناعية وعلى الخصوص الولايات المتحدة التي تحاول التملص من الالتزام بتنفيذ حصتها من الحد الأدنى المقترح في اتفاقية كيوتو
ويبدو ذلك واضحا إذا ما أمعنّا النظر في الأرقام التي تقدمها جماعات الدفاع عن البيئة والتي تؤكد أن نسبة مساهمة الولايات المتحدة في انبعاث الغاز تربو على أربعة وعشرين بالمئة في حين أن عدد سكانها لا يزيد على اربعة بالمئة من مجموع سكان العالم
وفي ضوء الخلاف على سبل التصدي لظاهرة الاحتباس الحراري يقتصر طموح الدول المئة والثمانين، التي تعقد اجتماعها في مدينة بون الألمانية في الفترة بين السادس عشر والسابع والعشرين من يوليو/ تموز عام ألفين وواحد، على التوصل إلى نتائج مرضية على الأقل لا إلى اتفاق حاسم، كما جاء على لسان مسؤولين في مؤتمر بون .
وزارة الزراعة - حدائق المعلوماتالمصدر: منتديات الخير - من قسم: بيئة وحراجhgYpjfhs hgpvhvd lgt ahlg uki shgl
مشكور أخي عبد على الموضوع الرائع
بصراحة أن كنت عم أبحث عن موضوع شامل ووافي عن الاحتباس
بس ياريت أخي أبو الخير إذا ممكن تكتب مصدر المعلومة
وشكراً لك .......
تكرم اخ بلال
تم كتابة المصدر
وزارة الزراعة - حدائق المعلومات
موضوع مهم جدا و مفيد بارك الله فيك
شكرا لمرورك على موضوعي اخت حنان
شكرررا
شكرا موضوع رائع ومفيد
شكرا على المرور العطر
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~
المفضلات