--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمـــــة الله وبركــــــــاته *
إن طيب النفس وسرور القلب وفرحه ولذته وابتهاجه وطمأنينته وانشراحه ونوره وسعته وعافيته لهي ثمرة من ثمار العبودية لله تعالى، فما ينتاب الشعورُ بالطمأنينة والسكينة والراحة العبدَ بعد تأديته العبادة والطاعة لعمري إنها جنة الدنيا ورياضها التي أخبر عنها نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا. قالوا: وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر"، وقال :"ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة".
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: "... فإن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله والإخلاص له لم يكن شيء قط عنده أحلى من ذلك ولا أطيب ولا ألذ". العبودية - (1 / 25).
وهذه اللذة والراحة بالعبادة والأنس بها وجدها الكثير من الصالحين، حتى قال بعضهم عما يجده من لذة للعبادة والطاعة: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف. لاسيما وأن ثمة لحظات تمر على العبد يجد فيها بغيته من السعادة والطمأنينة، حتى قال بعض السلف: إنه يمر بالقلب أوقات أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب!.
وليس النعيم خاصا بالجنة وحدها.. نعم نقول إنه من خصائص الجنة التي لا يشوبها هم ولا كدر، بخلاف الدنيا فإنها مزيج مابين الراحة واللغوب، فالجنة لا تجمع النعيم إلى جانب بعض المنغصات التي تطرأ على الحياة الدنيا.
قال بعض الصالحين: إن في الدنيا جنة هي في الدنيا كالجنة في الآخرة، من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة.
قال ابن القيم عند قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ} [الانفطار: 13 ـ 14]... ولا تظن أن قوله تعالى إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم يختص بيوم المعاد فقط، بل هؤلاء في نعيم في دورهم الثلاثة، وهؤلاء في جحيم في دورهم الثلاثة، وأي لذة ونعيم في الدنيا أطيب من بر القلب وسلامة الصدر ومعرفة الرب تعالى، ومحبته والعمل على موافقته! وهل عيش في الحقيقة إلا عيش القلب السليم؟ الجواب الكافي - (1 / 84).
وقال عن عبادة الذكر: "إن للذكر من بين الأعمال لذة لا يشبهها شيء، فلو لم يكن للعبد من ثوابه إلا اللذة الحاصلة للذاكر والنعيم الذي يحصل لقلبه لكفى به، ولهذا سميت مجالس الذكر رياض الجنة. قال مالك بن دينار: وما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله عز و جل فليس شيء من الأعمال أخف مؤونة منه ولا أعظم لذة ولا أكثر فرحة وابتهاجا للقلب". الوابل الصيب - (1 / 110).
وقال:... وإذا كانت اللذة مطلوبة لنفسها فهي إنما تذم إذا أعقبت ألما أعظم منها، أو منعت لذة خيرا منها، وتحمد إذا أعانت على اللذة الدائمة المستقرة، وهي لذة الدار الآخرة ونعيمها الذي هو أفضل نعيم وأجله كما قال الله تعالى: {وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} [العنكبوت: 56 ـ 57] وقال تعالى: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ} [يوسف: 12] وقال تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى: 16 ـ 17] وقال تعالى: {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 29 ـ 64]
قال العارفون بتفاوت ما بين الأمرين "وأما اللذة التي لا تعقب ألما في دار القرار ولا توصل إلى لذة هناك فهي لذة باطلة، إذ لا منفعة فيها ولا مضرة، وزمنها يسير ليس لتمتع النفس بها قدر، وهي لا بد أن تشغل عما هو خير وأنفع منها في العاجلة والآجلة وإن لم تشغل" . روضة المحبين - (1 / 161).
وليس ما يجده العبد من الأنس والسعادة في العبادة واللذة الممنوحة جراء تلك الطاعة، ويهرع إليها عندما تدلهم عليه الهموم والأحزان من الشرك في شيء، بل هو عين التأويل لنصوص الوحي، حيث قد ثبت كثير منها التي تحث على ما يزيل الهموم والأحزان، وتبعد الأمراض والأسقام، من الأدعية والأذكار، وتكون تعبدية يُقصد بها رضى الله تعالى والدار الآخرة.
وثمة فرق بين من يجعل الأمور التعبدية للانتفاع الجسدي الخالص كمن يصوم للصحة، يصلي للرياضة؛ فهذا غير الذي يمكن أن تطرأ عليه الوسواس في ذلك، فالأول ليس له حظ من هذه العبادة، بخلاف الثاني فإنه خاطر ووساوس يدفعه بالإخلاص والاستمرار على تلك العبادة، فإنه ما قصد بها إلا الله ثم البحث عمَّا يسعده في الدارين.
ومما يجدر التنبيه عليه: أن العبد إذا شعر بالراحة عقب الطاعة والعبادة عليه أن يتذكر ذلك النعيم المقيم، واللذة التي لا تنقطع في دار الخلد، فهذا أحرى أن لا ينجر وراء وساوسه وشكوكه، فتجعله يركن إلى الدعة ويتوانى عن الطاعة.
ولكي ندرك احبتي ونصل إلى لذة الطاعه لابد ان نتطرق للمعصيه وآثارها على النفس ~
والتوبه وكيفية الثبات عليها بمشيئة الله
بعد التوبة نشعر بتجدد إيماني وإنتعاش لايوصف,,
نستمرّ بعدها بعون الله في صراع وجهاد مع النفس حتى نترك
المعصية
حتى تشعر حينها أنك لن تعاودها أبداً ,,
كم هو جميل أن نستمرّ على التوبة وطريق الخير,
,فلا أجمل من طريق مع الله
ثمّ فجأة,,وفي لحظة ضعف ...
نستسلم للمعصية,,التي ظننا ولفترة طويلة
أننا لن نعاودهـا,,
وهذه مشكله بالفعل ..!
مشاكل كثيرة هي التي تواجهنا في حياتنا,,
ولكن لرحمته جلّ وعلا بنا سرعان ما نجد الحل..!
مصيبة الاستسلام ,,
,,,
,,هل تعلم ما هي عواقب الإستسلام ولو لمرّة للمعصية؟
أتعلم ما هي الآثار والأضرار التي نخلّفها بقلوبنا بهذا الإستسلام؟
عندما نستسلم أعزّائي
نهدم جزءاً كبيراً مما بنيناه في السابق
فأنت تجاهد نفسك وتتعب
,, وبلحظة استسلام وضعف تكون قد هدمت الكثير
ولكن ما من شيء يهدم الا ويمكن إصلاحه ,,,
,, أتعلمون مالرائع في الأمر..!
أن الإنسان إن همّ بارتكاب المعصية ولم يرتكبها يكتب لهـ الأجر
في المرّات التي لا نستسلم بها للمعصية ونجاهد.. نزيد قربنا من الله عزّ وجل
لأننا بتركنا لتلك المعصية في تلك اللحظة تمدّنا بالقوّة
خاصة أنّ تلك المعصية عزيز علينا تركها
صعب ويشقّ على أنفسنا
ولكن لا بأس
لأجلك ربّـي أضحّـي بكلّ ما أحب..لأجلك فقط سأحزن
كلّ ما تتركه حبّـاً ورغبة في عفوه,,
اعلم أن الله سيعوّضك سواء الآن ,,أو في الآخرة ,,
حتماً ستعوّض خيراً مما تركت
فهيّـا بنا لنطهـّر هذه القلوب
ولنجمع ونزرع من الحسنات,,, لنحصد,,
ولنجدد نيتنا للخالق ,,البارئ الذي بيده أمورنا يدبرها كيف يشاء
في المصائب,,الأزمات الأولى أن نهلع لله وحده,,
--------------------------------------------------------------------------------
تذكّر أولاً أنّ ما من شيء يهدم إلا ويمكن إعادة بناءه
قد تأتيك لحظات تشعر بأنك تريد الحلول ,,
كيف أجاهد نفسي؟
وما الذي يعينني على جهاد النفس,,وحين يعاودني الذنب,,كيف أصده؟,,
,,,الأمر ليس سهلاً ..فجهاد النّفس مشقّة,,
ولكن تذكّر قول المولى عزّ وجل:
“وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ”
أسباب وأفعال تعين في الإبتعاد عن المعاصي ,,
سأذكر لكم بعضاً مما يعين على الابتعاد عن المعصيّـة والثبات على طريق التوبه
الإكثار من ذكر الله ,,
الإكثار من ذكر الله يذكّر بمراقبة المولى عزّ وجل,,
فتزيد الخشية في القلب ويزيد الحبّ لله,,والحياء منهـ,,
فاحرص كلّ الحرص على الذكر
قال عزّ وجلّ: :" الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللًّهِ الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ".
,,,
: تذكّر الموت دائماً ,,
قال صلى الله عليه وسلّم: ( أكثروا من ذكر هادم اللذات)
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه
فذكر الموت ينغّـص على النفس فيمنعها من الركون ,,فتعود فوراً الى الله تعالى ,,
,,,
قراءة القرآن,,
لأن قراءة القرآن تولّد في القلب طمأنينة وراحة ,,وتطرد الشياطين
مثلاً سورة البقرة تطرد الشيطان من المنزل
قال صلى الله عليه وآله وسلم:
(لاتجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان يفرّ من البيت الذي يُقرأ فيه سورة البقرة)
رواه مسلم.
,,,
الدعاء:
أن أدعوا من الله أن يعصم قلبي من الشيطان
وأن يقدّرني على جهاد نفسي ,,
والأفضل أن نختار الأوقات المناسبة لندعوه جلّ وعلا بأن يعيننا على ترك المعاصي,,
,,,
الإبتعاد عن كلّ ما يحثّ على المعصية,
,مثلاً:
تجنّب رفاق السوء,
,محفّزات المعصيه كـــكاسيتات الأغاني,,والقنوات الفاسده
والحرص على غضّ البصر,,قال الشّـاعر
كل الحوادث مبداها من النظر **** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها **** فتك السهام بلا قـوس ولا وتر
لأننا إن أردنا الإبتعاد عن المعصية فلا بدّ أن نتخلّص من كل ما يذكّر بهذه المعصية
,,,
مما يعين فعلاً على الخير وإجتناب المعاصي:
مجالسة الصالحين والأخيار من النّـاس:
قال صلّى الله عليه وسلّم: (لا تصاحب الّا مؤمناً, ولا يأكل طعامك الا تقيّ)
رواه أبو داود.
فمجالستهم تذكّرنا بالله تعالى ,
وتجعلنا صحبتهم نشتاق للعودة الى الله ,وفعل الخيرات
,,,
إنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع,,
محبّة الله من أكثر ما يعين على الصبر على ارتكاب المعاصي,,
أعزّائي تحصيل محبّة الله شيء رآئع , فلنتقرّب اليه : بالنّوافل , دوام ذكره
,,,
العلم بقبح أثر المعصية
فللمعصية آثار عظيمة على القلب,فهي تسبب قسوته ووهنه,,
المعصية ظلام ووحشة,,كما أنها سبب في حرمان العلم النّـافع والرّزق,,
وتركها حياة للقلوب..والمعصية سبب في ضنك العيش,,
قال تعالى
”ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ونَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى”
وغير ذلك من الآثار التي تضرّ بالقلب والبدن.
وما إن يعلم الشّخص آثارها حتى يردعه ذلك عن ارتكابها
,,,
قوّةالإيمان
,,كلّما زادت قوّة الإيمان في القلب كان صبر العبد على المعاصي أتمّ ,,
,,,وارتكاب المعاصي ينقص الإيمان..ويوهن القلب.
,,,
العودة لارتكاب المعاصي قد يكون نتيجة للاستهانة بها ,,
لذا يجب عدم الاستهانة بالمعصية مهما صغرت..
ويجب تعويد النّفس على تهويل المعصية حتى لو كانت في نظرنا صغيرة.
ختاماً,,
أن نجاهد أنفسنا شيء صعب..ومتعب ولكن تذكّر
على قدر تعبك تنال الأجر,,
ولا يغب عن فكرك : علينا أن نقهر نزواتنا وشهواتنا,,وإلّا سيطرت علينا,,
واصبر ..واحتسب الأجر..
فلذّة المعصية مؤقّتة ولذّة جهاد النّفس والانتصار عليها أدوم
وتذكّر الآية: (إنَمَا يُوَفَى الصَابِرُونَ أجّرَهُم بِغَيرٍ حِسابٍ )
دمتم في حفظ الرحـــــــــــمنالمصدر: منتديات الخير - من قسم: في ظلال السنة والقرآنg`m hg'hum
جزاكي الله كل خير أختي على الموضوع الرائع وجعله في ميزان حسناتك
شكرررا
شكرا موضوع رائع ومفيد
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~
المفضلات